كشفت التحقيقات التي تجريها لجنة مكونة من عشرين جهة حكومية أن سبب حريق حوش منزل مخصص للنساء في عين دار الجديدة مساء أمس الأول، ونتجت عنه وفاة 25 شخصاً (ستة رجال و16 سيدة وثلاث طفلات) تتراوح أعمارهم ما بين ثلاث سنوات إلى 45 سنة، هو طلق ناري في أحد خطوط الضغط العالي، ما أدى إلى سقوط الأسلاك أمام مدخل الحوش واندلاع الحريق. وسلمت إدارة الدفاع المدني ملف القضية إلى الشرطة واللجنة التي شكلها أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد، للوقوف على معالجة أسباب الحريق، فيما قامت الأدلة الجنائية في شرطة بقيق برفع البصمات والتحفظ على فوارغ الطلقات النارية التي وُجدت في موقع الحادث، بالإضافة إلى استدعاء عشرة أشخاص كانوا في موقع الحادث أثناء وقوعه والاستماع إلى أقوالهم وشهاداتهم عما جرى. وبيّنت مصادر أن اللجنة وجدت أن سقوط سلك الضغط العالي على مدخل الحوش بسبب طلق ناري أطلقه أحد المواطنين، ما جعل النساء الموجودات يتجهن للبوابة ويُصبن بصاعقة كهربائية، واشتعال النيران فيهن، ووفاة عدد منهن، ووفاة ستة رجال آخرين بصعق كهربائي أثناء محاولتهم فتح البوابة الحديدية لإخراج النساء. وأكدت المصادر أن اللجنة تتابع عملها لكشف هوية مطلق النار وأسباب تقصير الجهات التي باشرت الحادث. ومن جهته، أوضح أحد أفراد فرقة الدفاع المدني التي باشرت الحادث أن الدفاع المدني تلقى عدة بلاغات من مواطنين تفيد بوجود حريق في منزل، الأمر الذي جعل فرق الدفاع المدني في عين دار القديمة (على بُعد خمسة كيلومترات) تنتقل للموقع، وفي الموقع أخبرهم الأهالي بوجود سلك كهرباء تحت عجلات سيارة اشتعلت فيها النيران أثناء محاولة قائدها فتح منفذ في جدار الحوش لإخراج النساء، الأمر الذي جعل أفراد الدفاع المدني يقومون بقطع السلك من الجهتين لوقف التيار الكهربائي عن السيارة والبوابة الحديدية، ولفت إلى أن قائد الفرقة أمر بإطفاء النيران المشتعلة في السيارة وجثث الضحايا المتكدسة أمام البوابة الحديدية وإزالتها من المخرج وإخلاء أكثر من مائتي سيدة وطفل من الحوش. ومن جهته، أكد مدير الدفاع المدني في المنطقة الشرقية اللواء عبدالله الخشيمان، أن إدارة الدفاع المدني في محافظة بقيق بعد تلقيها البلاغ وجّهت أقرب مركز (عين دار القديمة) إلى الموقع، ووصلت الفرقة خلال ست دقائق إلى الموقع، مشيراً إلى أن الدفاع المدني لم يستخدم المياه في إطفاء الحريق إلا بعد تأمين المنطقة وقطع التيار الكهربائي. الهاجري: تحوّل زواجي من يوم العمر إلى أسوأ يوم في حياتي محمد الهاجري أوضح العريس محمد بن سعد الهاجري، أن يوم عمره تحوّل إلى أسوأ يوم في حياته لفقدانه 25 فردا من أقاربه، منهم شقيقه وشقيقته، والذين توفوا جميعاً في حادث الحريق الذي وقع في مركز عين دار. وأفاد أنه كان أثناء وقوع الحادث داخل غرفته وفجأة انقطع التيار الكهربائي الأمر الذي جعله يخرج ليسمع صوت صراخ واستغاثة صادرا من قسم النساء، فاتجه مسرعاً إلى الموقع ورأى ما لن ينساه طوال عمره. وقال إنه شارك الموجودين في إخراج الجثث، ونقل المصابين إلى المستشفيات في بقيق طوال الليل، وظل معهم حتى اليوم الثاني ليطمئن على صحتهم. وأكد أن الذي حدث قضاء وقدر، وأنه راضٍ بحكم الله، وأن المتوفين شهداء، وأنهم في الجنة إن شاء الله. اقرأ أيضاً: * الأطباء يقررون إزالة أجزاء من ساقي «سدرة».. واستقرار حالتي «خلود وميثة» * أرامكو تتبرع بمخيم عزاء في الضحايا.. وتطلب من موظفيها التبرع بالدم للمصابين باب الحديد الذي تسبب في توصيل الصعقات الكهربائية للنساء (تصوير: عبدالعزيز طالب)