حين قال سيدنا إبراهيم ( أبو الأنبياء ) لابنه إسماعيل: – إني أرى أني أذبحك. قال الابن لأبيه: – افعل ما تؤمر. ففدى اللهُ هذا المطيعَ الصابرَ، بكبشٍ ليذبحه الأبُ و لينجو الابن. إبراهيم و إسماعيل، هما من وضع أول بيت بمكة. منذ ذلك الحين، يؤم الحجاج بيت الله، و في وقت مثل ذاك الوقت، نذبح أضحيتنا. الحج والأضحية قصتان متلازمتان، كما تلازم إبراهيم وإسماعيل. نحن نحج، لأن الحج خامس أركان الإسلام. فيه يتوحد المسلمون بلباس واحد. لا فرق بين أبيض وأسود، ولا بين غني وفقير. الكل في صعيد عرفة سواسية، يدعون ربهم أن يغفر خطاياهم، ويعيدهم كما ولدتهم أمهاتهم. الأب في الحج يدعو ربه أن يرزق أولاده. الأم في الحج تدعو ربها أن يحفظ أولادها. الابن في الحج يدعو ربه أن يطيل عمر أمه و أبيه، وأن يرزقهما الجنة، لما فعلاه له. الحج دعاء لا ينتهي. الحج كله دعاء. دعاء أبيض، لا يلبس فيه الداعي سوى قماش رخيص. الحج تواضع أبيض. لا زينة في الحج، لا ملابس فاخرة، لا عطور ومجوهرات. الحج أن تكون مع الله كما خلقك، أن تكون معه في أكثر البقع طهارة على الأرض. الحج أن ترحل من بلادك، استجابة لنداء الله. الحج أن تلبي لله ما يطلبه منك: – تعال إلى هذه البقعة المقدسة. الحج أن تلبي لله ما يطلبه منك: – لبيك اللهم لبيك. الحج أن تغتسل من ذنوبك، على مرأى و مسمع الملايين مثلك. هؤلاء هم الحجاج، وهذا هو الحج. هذا نحن، نرافق أمهاتنا وآباءنا. نعيش معهم رحلة العمر الكبرى. و حينما نكبر، سنعيشها مرة أخرى. سنعود إلى هذه الأماكن الطاهرة، استجابة لطلب الله: – لبيك اللهم لبيك. وسنتذكر في هذه اللحظات نبينا إسماعيل، وهو ينجو بأمر الله من الذبح. سنتذكره وهو يرفع قواعد البيت في مكةالمكرمة.