المآسي في كل مكان، لم ننته من وجع عين دار، إلا وجاء وجع الرياض، وما أصعبه من وجع!. 24 ضحية اتفقت الحادثتان عليه، وهو رقم غريب في يومين بنفس عدد الأرواح التي أزهقت. 24 مضروبة في اثنين، مما يعني أننا خسرنا 48 روحا طيبة بلا ذنب. خسائر لا تحسب فقط بمقياس الخسائر البشرية ولكن هي خسائر وقعت نتيجة أخطاء الآخرين. في ال24 روحاً الأولى، ذهبت الأرواح نتيجة رصاصة أو رصاصتين، وتماس كهربائي، وقبل هذا حكاية طويلة من إهمال شركة الكهرباء من خلال مدّ الأسلاك في الهجر والقرى على أعمدة، رغم تغير الزمن وتقدم العلم، ويأتي الفصل التالي في الحكاية ليؤكد أن عقوبات المخالفين لإطلاق النار في الزواجات يجب أن تصل إلى أقصى عقوبة، حتى لا تتحول أفراحنا إلى أحزان. إسدال الستار والفصل الأخير من حكاية بقيق يجدد عدم قدرتنا كمجتمع على ضبط أنفسنا في أفراحنا. 24 ضحية ذهبت نتيجة انفجار شاحنة غاز في الرياض، والحقيقة أن الأمر فيه أمر، فلا يمكن أن تتكدس شوارعنا بالشاحنات والحافلات في أوقات الذروة، والمرور فقط يضع لوحات إرشادية ولا يطبق النظام. ما ذنب الأرواح التي أزهقت لعدم قدرة نظام السير على حمايتهم؟ وما ذنبهم إذا كان نظام السير أصلاً عقيما، ويمثل فقط نظاماً لإخراج ما في الجيوب من خلال ساهر وملحقاته. ماذا سنقول لعوائل الضحايا؟ هل خلل شاحنة غاز أدى إلى هذا الدمار، سيردون علينا: لماذا لا تطبقون نظاماً صارماً على كل مَن أخل بنظام أدى لإزهاق روح. سنبقى نتذكر يوم أمس، وأنا شخصياً لن أنسى، مقطعاً تناقلته مواقع التواصل عن شباب سعوديين يسرقون أحد المباني التي تعرضت للتدمير من انفجار الشاحنة، وهو منظر أعتبره شخصياً مسيئا جداً، وهو يمثل عدم قدرة البعض على ضبط نفسه، فأشخاص يموتون وآخرون يسرقون.