تنتظر السلطات المغربية تسليمها فؤاد الشروالي المتهم بوقوفه وراء تمويل العمليات الإرهابية التي شهدها المغرب عام 2003 وأودت بحياة 45 شخصاً ضمنهم 13 انتحارياً في الدارالبيضاء. وأُلقِيَ القبض على الشروالي (37 عاماً)، وهو فرنسي من أصول مغربية، في مطار ميونخ قادماً إليه من باريس، بعد أن كان يعتزم مواصلة رحلته إلى دبي، وذلك بناءً على مذكرة اعتقال أصدرتها السلطات المغربية بشأنه لتورطه في التفجيرات الدامية التي شهدها المغرب، إضافة إلى أنه كان مطلوباً من طرف ستة أجهزة استخبارات عالمية على خلفية علاقاته المتشعبة مع جماعات إرهابية قريبة من تنظيم القاعدة ولصلته المباشرة بتفجيرات الدارالبيضاء، وكان مسجلاً ضمن لائحة أخطر المطلوبين لدى جميع الأجهزة الأمنية المكلفة بالإرهاب. وتفيد المعلومات المتوافرة بأن الشروالي يعدّ عضواً فاعلاً في الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة المحظورة، التي أسسها مغاربة سنة 1998 لمساعدة تنظيم القاعدة، وحُكِمَ على الشروالي بالسجن ثماني سنوات في 11 يوليو 2007، بعدما أدين في باريس لمشاركته في خلية دعم منفذي اعتداءات الدارالبيضاء وإيواء أعضاء من الجماعة المقاتلة في فرنسا. وكان المتهم مقاتلاً في أفغانستان وتدرب في مخيم طارق بن زياد في مدينة جلال آباد قبل عودته إلى فرنسا، حيث التحق بالفرع الفرنسي للجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة تحت اسم حركي هو سفيان الفرنسي، قبل أن ينتقل عام 1997 لسوريا حيث استضافه الأمير الأسبق للجماعة الطيب تيزيني المكلف بالتنسيق داخل دمشق مع باقي أعضاء الجماعة، وبعدها توجه إلى بريطانيا عام 1999 والتقى مع زعيم الجماعة محمد الكربوزي، ثم تحول إلى تركيا للتنسيق مع الأمير السابق للجماعة نورالدين نفيعة المعتقل حالياً في المغرب. وكان فؤاد الشروالي كثير التنقل بين عديد من العواصم الأوروبية في إطار التنسيق بين قيادة الجماعة المحظورة وفروعها في عديد من البلدان، ما جعله محط متابعة من طرف مجموعة من الاستخبارات العالمية التي فشلت في إيقافه، ويتهمه القضاء المغربي بتمويل الانتحاريين الذين فجّروا مواقع مهمة، عبارة عن فندق فاخر، ومعبد يهودي، ومطعم إسباني وآخر على بُعد أمتار قليلة من قنصلية بلجيكا العامة، وأودت تلك العمليات، التي كان يفصل بعضها عن بعضها الآخر خمس دقائق فقط، إلى مقتل 45 شخصاً ضمنهم 13 انتحارياً. وشنت السلطات الأمنية حملة اعتقالات واسعة في صفوف تابعين لتيار السلفية الجهادية وتيارات دينية أخرى عُرفت بالتطرف، وبحسب عديد من المصادر فإن اعتقال فؤاد الشروالي يشكّل صيداً ثميناً للسلطات المغربية التي تنتظر إجراءات تسليمه لأنه سيتيح الكشف عن مزيد من الخيوط الغامضة التي ظلت عالقة بملف التفجيرات التي هزّت أمن البلاد في 2003. الرباط | بوشعيب النعامي