تسجل الملاريا تراجعا في آسيا، ما عدا في حوض ميكونغ حيث يسود نوع مقاوم من هذا المرض قد ينتشر في إفريقيا مع حركات الهجرة، بحسب ما حذر خبراء الأربعاء في سيدني في مؤتمر «الملاريا في العام 2012: إنقاذ الأرواح في آسيا المحيط الهادئ». ولا يزال وباء الملاريا منتشرا في 22 بلدا في منطقة آسيا المحيط الهادئ. وبحسب منظمة الصحة العالمية، كان نحو ثلاثين مليون شخص حاملا للمرض في المنطقة سنة 2010، ويموت أكثر من 40 ألف شخص بسببه كل سنة. لكن المنطقة حققت تطورا ملحوظا، إذ إن عدد الأفراد المصابين بالملاريا انخفض إلى النصف في السنوات العشر الأخيرة. إلا أن العلماء يتخوفون من انتشار نوع من الملاريا في حوض ميكونغ مقاوم لنبتة أرتيميسينين الطبية الصينية التي تستخدم لعلاج هذا المرض. وقال ريتشارد فيتشم المدير السابق للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا «لقد أبطأنا بلا شك وتيرة المرض وأعطت الجهود الدولية ثمارها، لكن المرض لا يزال ينتشر على حد علمنا». وفي نهاية سبتمبر، دعت منظمة الصحة العالمية الحكومات المعنية إلى التحرك على الفور للحد من تقدم النوع المقاوم من سلاسة «فالسيباروم» التي تعتبر سلالة الملاريا الأكثر فتكا التي تم رصدها للمرة الأولى سنة 2004 عند الحدود بين تايلاند وكمبوديا. ومنذ ذلك الوقت، توسعت رقعة المرض لتشمل تايلاند وبورما ووسط الفيتنام وجنوبه. وحذر ريتشارد فيتشم من أن «هذا النوع المقاوم قد يخرج من جنوب شرق آسيا وينتشر في إفريقيا». وقالت فاتوماتا نافو-تراوريه المسؤولة عن شراكة «الحد من الملاريا» التي ترعى التحرك لمكافحة الوباء في إفريقيا جنوب الصحراء إنها تخشى بدورها انتقال المرض من آسيا إلى إفريقيا. ومن الممكن مكافحة مقاومة الملاريا للأرتيميسينين بواسطة عقاقير أخرى، لكن هذه العملية تطيل فترة الشفاء وتزيد كلفة العلاج. وبالتالي، يعتبر الأرتيميسينين «العلاج الفعال الوحيد لكل الأنواع الحميدة من الملاريا»، على حد قول نافو-تراوريه. وأعلن باحثون فرنسيون وبريطانيون مؤخرا أنهم تمكنوا من إنتاج جزيئات تبين أنها فعالة جدا مخبريا في مكافحة الفالسيباروم وقد تشكل علاجا بديلا للأرتيميسينين. وتسببت الملاريا ب655 ألف حالة وفاة سنة 2010، أغلبها في إفريقيا حيث تؤدي إلى وفاة طفل واحد كل دقيقة، علما أن معدلات الوفيات انخفضت بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة بحسب منظمة الصحة العالمية. ويأمل الخبراء المجتمعون في سيدني القضاء على المرض في آسيا المحيط الهادئ بحلول العام 2025 شريطة أن تستمر السلطات الحكومية في بذل جهود في هذا الاتجاه.