لا تخطئه العين وسط الزحام رغم صغر حجمه، وذلك بسبب موقعه اللافت ومسؤولياته المدونة على البطاقة المعلقة على عنقه، إلى جانب نشاطه الجم، وتنقله بين زاوية وأخرى من زوايا مخيمات بعثة الحج السودانية، إنه تركي أزهر ذو العشرة أعوام، والذي يعد أصغر المطوفين في المشاعر المقدسة. وفي الوقت الذي ينشغل فيه أترابه باللهو في إجازة عيد الأضحى باللعب، اضطلع أزهر بمسؤوليات تفوق عمره بكثير، فوالده المطوف بمؤسسة الدول العربية، نائب المشرف على بعثة الحج السودانية هاني جميل أزهر يتحدث عنه بفخر، ويقول ل»الشرق» اصطحبته معي هذا العام إلى الحج ليتعلم أصول مهنة الطوافة، فكما ورثتها عن أبي وبدأت في ممارستها قبل عشرين عاما أسعى لتوريثها إياه. مشيرا إلى أنه شارك في أعمال يوم عرفة، وجعلته إدارة البعثة وسيطا بين الكشافة، وبين المخيم، فكان يستقبل التائهين من البعثة السودانية، ويرشدهم إلى مخيماتهم». الطفل أزهر خجول، وبالكاد أقنعه والده بالتصوير وبالحديث:» أشعر بسعادة كبيرة بالعمل في البعثة». ألا تخاف من الزحام والتكدس: «لا أشعر بالخوف.. فوالدي وعمي معي».. وابتسم قائلا وهو يشير إلى أحد الشباب العاملين في البعثة:» أريد أن أتفوق على عبدالله فهو يعمل مع البعثة السودانية منذ أن كان عمره في الثالثة عشرة وقبل 16 عاما، أما أنا فبدأت في العاشرة، وحتما سأتفوق عليه». وبالعودة إلى المطوف هاني أزهر ذكر أنه يخدم البعثة السودانية منذ عشرين عاما، مشيرا إلى أن البعثة تحسنت تنظيميا، وصار الحجاج السودانيون على وعي بكثير من الأمور، مؤكدا أن أساس مهنة الطوافة الصبر حيث دائما ما يطلب منه الحجاج أمورا غريبة لا يستطيع تنفيذها، ومع ذلك يتفهم طلباتهم، ويبادر إلى تنفيذها قدر استطاعته، فالحجاج قادمون من مسافات بعيدة، وهم مجهدون، وبعضهم خسر كثيرا من المال ولذلك ينبغي تحملهم. مدخل البعثة السودانية (تصوير: أحمد السبعي)