تحولت المرافق الصحية في المشاعر المقدسة إلى أكاديميات طبية يتلقى فيها مئات المتدربين والمتدربات السعوديين في المجال الطبي الدروس العلمية والنظرية من خلال آلاف الحالات التي تصلها في موسم الحج. واستغل بعض مديري المستشفيات والمشرفين البيئة المثالية للتعلم الحقيقي في الحج من خلال المزج بين الدروس النظرية والعملية، حيث عمدوا إلى تخصيص ساعة في اليوم يتلقى فيها المتدربون دروسا نظرية يصحبها بعد ذلك دروس عملية تطبيقية أثناء العمل ومباشرة الحالات. وقال نائب مدير مستشفى منى الجسر الدكتور رائف قطب إن الحج فرصة ذهبية لتراكم الخبرات، فالطبيب الذي يعمل في مستشفى عادي تصله في اليوم من عشرحالات إلى مائة حالة، لكن في مستشفيات المشاعر تصل عدد الحالات التي تراجعنا يوميا إلى عشرة آلاف حالة، مما يعني أهمية أن يستفيد هؤلاء الطلاب والطالبات في مجال الطب والتمريض من كل هذا الكم الهائل من المعلومات والخبرات الطبية، التي ستعينهم على أداء عملهم بشكل أفضل. وقال المتدرب تركي حبيب أن الحج كنز لمن يستغله في العمل فيه رغم المشقة الكبيرة: «مايزيد سعادتي هو الدروس النظرية التي يقدمها لنا الأطباء العاملون هنا مما يوسع مداركنا ويضيف إلى خبراتنا». أما شهد فأكدت على عظم الفائدة التي جنوها من خلال العمل في مستشفيات المشاعر خلال موسم الحج، والتي ستعينهم كثيرا في حياتهم العملية المستقبلية.