هذا العام حافل بالأحزان والمآسي التي عصفت بالمسلمين وأدخلتهم في صراعات مؤلمة حتى أصبحت حقوقهم الإنسانية مشاريع تتجاذبها المصالح الخاصة بالدول والمنظمات التي تدعي دعمها ومناصرتها للشعوب والأقليات المضطهدة في العالم والتي تخلّت عن نصرة قضايا المسلمين في بورما وسوريا وغيرها من الدول عند أول اختبار حقيقي لشعاراتها البراقة وحديثها الدائم عن الديمقراطية وحقوق الإنسان مما جعل مصداقيتها مهزوزة في أعين كثير من المسلمين. ويأتي عيد الأضحى هذا العام وهو يحمل غصة كبيرة في القلوب فبدلا من لبس الثياب الجديدة وتبادل التهاني بعيد الأضحى المبارك سيلبس عديد من المسلمين الأسود حدادا على أرواح شهدائهم في سوريا وبورما والعراق والأحواز المحتلة والذين اغتالتهم أيدي الطغاة الطائفيين بدماء باردة وبلا أدنى شعور بالندم أو تأنيب الضمير، وجرائم هؤلاء الطغاة امتدت حتى للأطفال الأبرياء وتم الزج بهم في طاحونة الحرب التي لا ترحم والتي مازالت تدور وتحصد أرواح الآلاف من الأبرياء، وقبل ليلة العيد ألبس المجرمون الأطفال أكفانا بيضاء بدلا من حلة العيد الملونة وقدموهم قرابين على مذابح الطائفية المقيتة من أجل أن يستمر حكمهم الدموي، فعن أي فرحة عيد نبحث وإخوة لنا يقتلون كل يوم بدماء باردة والعالم يكتفي بمشاهدة المجازر التي ترتكب بحقهم ويكتفي بالشجب والاستنكار؟َ! المئات من الأبرياء من أقلية الروهينجيا قضوا نحبهم بعد الأحداث الأخيرة في بورما والمجازر ما تزال مستمرة في سوريا التي تشهد صراعا ونزاعات بين أبناء الشعب الواحد، فبسبب مكائد و طائفية حكام اختاروا اللعب على وتر الطائفية وزرعوا بذور الكراهية بين أطياف الشعب الواحد يتصارع شركاء الوطن كالأعداء، وستستمر تلك الحروب وتلك المجازر واغتيال براءة الأطفال وذبح الأبرياء بدم بارد طالما استمر الصمت الدولي تجاه الجرائم التي ترتكب بحق المسلمين.