من وسط الاشتباكات المسلحة وتحت نيران القصف وبسيناريو أشبه بقصة فيلم رعب سينمائي، غامر الشاب السوري الحاج محمد إدريس لينقذ زوجته وطفلتيه من حي بابا عمرو في مدينة حمص السورية ليأتي بهن لأداء فريضة الحج شكرا لله على تمكينه من إنقاذ عائلته. وقال إدريس في حديثه ل»الشرق» من مشعر منى أمس، إنه بعد تلقيه نبأ قصف منزله، غادر مقر إقامته في تبوك إلى الحدود الأردنية، متوجها منها إلى حمص، حيث غامر بنفسه وحياته في سبيل إنقاذ أسرته وطفلتيه اللتين لم تتجاوزا السادسة من عمريهما، موضحا أنه واجه عديدا من أفراد قوات النظام والمخابرات السورية المدججين بالأسلحة، ولكنه أظهر اتباعه لهم والانقياد لأوامرهم وتنفيذها، حتى اضطر إلى خدمتهم في معسكراتهم لفترة تجاوزت سبعة أيام حتى تمكن من الوصول لحي بابا عمرو، وبمجرد وصوله إلى هناك واجه دموع ابنتيه وزوجته اللاتي كنَّ بانتظاره لإخبارهم أنه سيحملهن إلى المملكة، وتبشيرهن باستعدادهم لأداء فريضة الحج لهذا العام. وأضاف إدريس «بعد ذلك غادرنا حاملين أمتعتنا واستقلينا سيارة أوصلتنا إلى درعا، ومنها إلى الحدود الأردنية، ثم إلى عمان، وانتقلنا بعدها إلى منفذ حالة عمار ودخلنا الأراضي السعودية بكل يسر وسهولة»، مبينا أن حكومة المملكة رحبت به واستقبلته استقبالا كريما من حيث توفير كافة الإمكانات المطلوبة لتسهيل وصوله إلى منطقة تبوك. وأشار الشاب السوري محمد إدريس إلى أنه استغرق في الذهاب والعودة لإنقاذ عائلته من قصف قوات النظام السوري 28 يوما، مؤكدا أن وعوده لأسرته بأداء الحج كفكف من دموعهم وأدخل السعادة على قلوبهم بالرغم من فراق وطنهم ومنزلهم، مبينا بأنهم في المملكة ينعمون ويحظون بالرعاية الجيدة التي وجهتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لهم، وأبرز ذلك تسجيل ابنتيه في مدارس التعليم العام بالمملكة العام المقبل. طفلتا الحاج إدريس تبتسمان لعدسة الشرق