أفهم أن يكون لإيران أجندات سياسية تخدم بها مصالحها في المنطقة. لكنني عجزت أن أفهم لماذا يخلط البعض عندنا بين نقد السياسة الإيرانية وإثارة الطائفية. ما أن تنتقد سياسة إيران وتدخلاتها في العالم العربي حتى يظهر لك طابور يحذر من إثارة الفتنة الطائفية بنقدنا لإيران! وفي هذا الطرح ما يسيء لشيعة الخليج، إذ يربطهم بأجندات إيران في المنطقة. ليس صحيحاً أن نقدنا لإيران هو نقد لمذهب ديني أو رأي فكري. نحن لدينا مشكلة مع سياسات إيران في المنطقة واستغلالها للمذهب كورقة -من ضمن أوراق كثيرة- في لعبتها السياسية. إذن لماذا يربط البعض بين نقد إيران سياسياً وإثارة النعرة الطائفية؟ تلك في رأيي شكل من أشكال «المكارثية» في منطقتنا. فإن حذرنا من ألاعيب إيران في بلدان الخليج جاءنا من يقول: ويلكم؛ كيف تُحرضون على الطائفية؟ وإن نبهنا لخطر تدخلات إيران في اليمن والبحرين وغيرهما قيل لنا: أنتم تكتبون بنفس طائفي! نحن نكتب ونحذر من لعبة إيرانية سياسية تستغل طهران فيها كل ما يحقق أهدافها بما في ذلك منظمات وتيارات سنية مثل القاعدة وحماس. وتستغل أحياناً الطائفية من أجل إثارة الفتن في العالم العربي. ولن ينسى العرب، سنة وشيعة، إسهام طهران في مساندة ديكتاتور دمشق في قتله للآلاف من المدنيين وتدميره للمدن والقرى في سوريا. أنا على قناعة أن إيران تشكل «رأس الأفعى» في المنطقة. أين الطائفية فيما كتبته أعلاه؟ إن من يسعى لتوصيف ما كتبته هنا فيما يندرج ضمن «الطائفية» إنما يتهم طائفة كريمة من طوائف مجتمعنا بالتبعية للسياسة الإيرانية مما يشكك في وطنيتها وانتمائها. نحن هنا لا نكتب عن شيعة الخليج. نحن نحذر، وبصوت مرتفع، من مشروعات إيران في المنطقة!