تحولت المفاجأة التي وعد بها رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة، إسماعيل هنية، أهل القطاع إلى موضوع أساسي لأحاديثهم بعد أن دخلوا في مباراة للتكهن بماهية المفاجأة، وسط توقعات تراوحت بين زيارة مرتقبة لشخصية عربية رفيعة المستوى للقطاع وحلِّ مشكلة الكهرباء وغيرها من التوقعات التي وصلت حد الفكاهة. وأكد مصدر مطلع في حركة حماس ل»الشرق» أن شخصية قطرية رفيعة المستوى ستزور قطاع غزة خلال الأيام المقبلة لتدشين مشروعات إعادة إعمار القطاع الممولة من قطر، مرجحاً أن يكون أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة هو هذه الشخصية. وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، «مفاجأة هنية التي وعد بها الغزيين هي زيارة أمير قطر التي ستستمر لساعات فقط لكنها تحمل إشارات مهمة منها إنهاء الحصار السياسي لغزة بشكل كامل إلى جانب توفير آلاف فرص العمل المتوقع أن تنهي جزءاً كبيراً من أزمة البطالة بعد وعود قطرية بزيادة حجم المساعدات المقدمة للإعمار». ويساند هذا التوقع عشرات اللافتات التي نُشِرَت في الشوارع الرئيسية للقطاع وأشارت إلى المشاريع القطرية لإعمار غزة، وما يمكن أن تحققه من نقلة نوعية في حياة الفلسطينيين. من جانبه، علق المتحدث باسم الحكومة في غزة، طاهر النونو، على مفاجأة رئيس الوزراء بقوله «من الطبيعي لو أراد أن يعلن عنها لأعلن في وقتها ولو أُعلِنَ فحواها لن تكون مفاجأة». وفي سياقٍ متصل، صدر أمس بيان رسمي عن رئاسة وزراء القطاع كشف عن اتصال بين هنية والرئيس المصري محمد مرسي تم خلاله التوصل لاتفاقات بخصوص تسهيل مشاريع قطرية لإعمار قطاع غزة والسماح لمواد البناء بالدخول عبر معبر رفح دون عوائق. أما على موقعي «فيس بوك» و»تويتر»، فغطَّت تعليقات الغزيين بخصوص «مفاجأة هنية» على كل الموضوعات الأخرى وإن غلب عليها طابع السخرية من الأوضاع المعيشية الصعبة في القطاع. وتوقعت تعليقات الغزيين أن تكون البشرى «إعلان عيد الأضحى المبارك» أو «إنهاء أزمة الكهرباء وغيرها»، فيما علق أحمد غانم على سؤال مراسل «الشرق» الذي طرحه عبر صفحته على «فيس بوك» بالقول «البشرى هي رحيل هنية عن المشهد السياسي»، في إشارة منه إلى قرب توليه قيادة المكتب السياسي لحماس. بينما قال الشاب محمد علي ل»الشرق»: «التوقعات للمفاجأة كثيرة، فربما ينوي توظيف شخص من كل بيت لايعمل فيه موظفون بالحكومتين، وربما يستقيل هنية ويسلم رئاسة الوزراء لنائبه زياد الظاظا، ويمكن أن تكون المفاجأة الإعلان عن السيرك الذي سيُفتَتح وسط مدينة غزة»، معتقداً أن كل المفاجآت لن تكون في صالح الشعب. وأضاف علي أن البعض يتوقع أن هنية سيخبر الغزيين برفع الجمارك والضرائب لتخفيف الأعباء المعيشية فيما بدأت مي النجار تعليقها بابتسامة عريضة، وقالت «الاحتمالات كثيرة بس الاحتمال الوحيد غير الوارد أن تكون هناك مصالحة بين حماس وفتح».