يدرس المبتعث إبراهيم عبد العزيز الملوحي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، و ينوي التخصص في الهندسة الميكانيكية، بعد إتمام دراسة اللغة الإنجليزية. وسكن إبراهيم خلال شهور الابتعاث الأولى في شقة برفقة أصدقائه، ثم قرر تركها، ليعيش في بيت عائلة أمريكية حتى يتعلم اللغة بسرعة، و يندمج مع المجتمع الأمريكي أكثر. ويعجب الملوحي بعبارة يرددها أساتذته الأمريكيون في الصف أمامه، هو و زملائه، يقول” يطلب منا الأساتذة دوماً طرح أي سؤال يتبادر إلى أذهاننا حتى و لو لم يكن متعلقاً بالدرس الذي يناقش، أو حتى المنهج كاملاً، و يعلموننا باستمرار بأننا ما دمنا نتعلم، و نستفيد في أي مجال فنحن لا نضيع وقتنا، بل ننمي خبراتنا” ثم يكمل” لم تكن أسئلتي تلقى الترحيب ذاته لدى أساتذتي السابقين، أي قبل الابتعاث، و لكنني بعد تجربة هذا الأسلوب، وجدت أنه نمّى بداخلي الثقة في نفسي، و حبي للتعلم، و صرت أتشوق للاستيقاظ صباحا و أتوجه للصف “. و يعتقد إبراهيم أن القبول سهل في جامعات الولاياتالمتحدةالأمريكية مقارنة بجامعاتنا، رغم أن التعليم في الخارج -كما يقول- أقوى مما هو لدينا. ولا يجد إبراهيم أي صعوبة في التواصل الدائم مع أهله في مدينة عنيزة في منطقة القصيم، خاصة بعد تطور وسائل الاتصالات، فيحادثهم عبر (سكايب) أو (الواتس آب) و (البلاك بيري). و يعبر الملوحي عن صدمته باكتشافه أن معظم الأمريكيين يجهلون أي معلومات عن المملكة، والوطن العربي، و يظن غالبيتهم أن الدول العربية كلها عبارة عن دولة واحدة اسمها (الميدل إيست) أي (الشرق الأوسط)، ويعرف المملكة فقط المثقف منهم، إلا أن متوسطي الثقافة، لا يدركون هذه المعلومة، و استغربوا بشدة حين أخبرتهم بأن المملكة دولة مستقلة، بل كتبت مقالاً بالإنجليزية للتوعية حول ذلك. ويتذكر موقفين أثرا فيه كثيرا، الأول في صف مادة المحادثة، حيث طلب منه تقديم عرض يناقش خلاله موضوعاً ينتقيه، وكان اختياره وقع على مكانة الأم، لكونه بعيداً عن أمه، و مشتاقاً إليها، فسرد فضل بر الأم في الإسلام، وكانت الإضاءة مغلقة بطبيعة الحال، ففوجئ عند انتهاء العرض، وتشغيل الإضاءة، ببكاء الأستاذات اللاتي أعجبهن بر المسلمين بأمهاتهم. ثم يعرج على موقف ذهل منه كثيراً، يقول” كان زميل لي يترك سجادة الصلاة الخاصة به على كرسيه في الصف، و كان شكلها جميلاً، فلفتت انتباه الأستاذة، لذا استأذنت متسائلة إن كان مقبولاً في الإسلام أن تمسكها، بالطبع أذن لها زميلي، فأمسكتها كطفل، وأخذتها إلى الخارج بعناية واهتمام شديد يفوق اهتمام صاحب السجادة، حتى أنها فتحت الباب بكوعها، و صارت تبدي إعجابها، وتضع يدها عليها، ثم تحتضنها بلهفة، كأنها تدرك قداستها. و يفخر إبراهيم الملوحي أنه علم أصدقاءه الأمريكيين بمساعدة المبتعثين السعوديين، عمل (الكبسة)، أثناء مأدبة دعوهم إليها في عيد الأضحى، وصادف حينها وجود طالب ماجستير يبحث في عادات وتقاليد المجتمعات، فصور (الكبسة)، التي أعجبته كثيراً، و ضمنها بحثه. و يتناول غداءه في الجامعة الملوحي علم أساتذته احتساء القهوة العربية