كلنا بحاجة لطبيب نفسي، ففي لحظة ما ننهار، فيخرج الكلام من أفواهنا كأنه سيل فاجر، نقول الأشياء التي يجب والتي لايجب أن تقال، بالعربي “المشبرح”، “نفضفض” نخرج أثقال أوجاعنا للأصدقاء، للأهل، للذين نصادفهم في قاعة الانتظار عند الطبيب، للركاب الذين يصعدون معنا في نفس التاكسي… نسترسل كما لو أننا نعرفهم منذ دهر، ثم بعد فترة نندم ونتمنى لو نقص ألسنتنا من رأس البلعوم. عند أول لحظة ندم، حين تصبح حكاية في الأفواه، وتصبح أسرارك تجري بين الألسن والأفواه، عليك أن لاتلوم أحدا سوى نفسك، وتفكر قليلا في الأطباء النفسيين الذين يبقون ساعات بدون عمل في أوطاننا، خذ موعدا وادفع ما يجب دفعه وأخرج “فضائحك” كلها… تحدث عن الماضي والحاضر والمستقبل، تحدث عن نواياك السيئة بمختلف ألوانها واخرج وأنت واثق أن أسرارك ستنام في درج طبيبك، وصدقني إن لم يفدك بنصيحة لاتقدر بثمن فهو في النهاية لن يؤذيك. أيها الأصدقاء منذ اكتشفت طبيبتي النفسية منذ ست سنوات، توقفت عن خسارة أصدقائي، وكانت أهم نصيحة قالتها لي: “ليس كل شيء يتعبنا يقال، وإن كان لابد أن تقوليه فيجب أن تعرفي لمن”. حين ذبحتني صديقات من أقرب الناس إلي تباعا، عرفت أن طبيبا نفسيا يمارس مهنته تحت القسم، هو الشخص الوحيد الذي يجب أن أثرثر معه دون خوف..!