في محافظة عفيف لاتُفاجأ إذا وصف لك أحدهم الطريق الموصل لمكان ما، وقال إنه يقع على طريق المطار، وذهبت تبحث عن هذا المطار فلم تجده! لأن معرفة السبب تبطل العجب، فذاكرة الأهالي تحتفظ بذكرى عزيزة على نفوسهم لهبوط طائرة المؤسس -رحمه الله- في بقعة ظلت صامدة لعقود في وجه الزحف العمراني تنام على أمل أن تصحو، وهي تحتضن مطاراً يخلد الذكرى العزيزة، ويخدم الأهالي، حتى جاء ذلك اليوم، وقرر رئيس بلدية شجاع أن يقوم بتخطيطها وتوزيعها على المواطنين لسكناها بعد أن توقف التخطيط بسبب الأودية والجبال، ولم يخرج المطار المنتظر من جعبة هيئة الطيران. هذه المقدمة دعتني إليها دراسة نشرها الدكتور عبدالله المسند أستاذ الجغرافيا بجامعة القصيم عن المحافظات التي تحتاج للمطارات في المملكة، وزودها بخرائط، وأرقام كشفت الكثير من القصور تجاه هذه المحافظات. كما تبعث التساؤلات عن سر غياب المساحة الشاسعة للمملكة عن أذهان القائمين على الطيران المدني طيلة عقود مضت، وكيف تجاهلت الحاجة لمطارات محلية تخدم المواطن، وتخفف من متاعبه؟ وكيف تنسى إدارة المرور دور غياب هذه المطارات في ارتفاع الحوادث المرورية على الطرق السريعة؟ اليوم، أجزم بأن مسألة القدرة المالية مفروغ منها، ونحن في زمن «المليارات»، والأمر عائد أولاً وأخيراً لرغبة الهيئة والقائمين عليها، وميزانية صيانة صالة انتظار بمطار دولي كافية لإنشاء مطار محلي، ولا عذر لها، والمطلوب منها أن تعالج قصورها تجاه تلك المحافظات.