رافقت «الشرق» مزارعين فلسطينيين ومتضامنين أجانب في رحلتهم لقطف ثمار الزيتون بالقرب من الحدود الشمالية لقطاع غزة ببلدة بيت حانون، تحت عنان (حملة قطاف الزيتون)، وعلى مسافة صفر من الموت الساكن في أبراج المراقبة الإسرائيلية التي تصوب باستمرار أسلحتها الرشاشة في اتجاه الحدود كانت على استعداد لإطلاق رصاصها في أي لحظة، حيث يقف الجنود الإسرائيليون خلف أسلحتهم ومن الصعب على سكان غزة ومزارعيها معرفة متى يمكن أن يطلق هذا الجندي النار عليهم، وهذه الحدود شهدت كثيراً من إطلاق النار على المزارعين العزل وقتل كثير من الغزاويين. بالأغاني التراثية الفلسطينية حيا المزارعون أشجار الزيتون فور وصولهم لها، متناسين الخطورة التي قد يواجهونها، حيث تعد إسرائيل هذه الأشجار موجودة في منطقة محظورة أمنياً ولا تسمح بدخولها وتطلق النار على كل من يقترب منها، وبدأ الجميع يقطف الزيتون متناسين رصاص الموت الذي يسكن المكان من حولهم، معلنين بذلك افتتاح موسم قطف الزيتون في قطاع غزة. نشطاء ومتضامنون جاءوا من بقاع مختلفة إلى غزة لمشاركة المزارعين في هذه الحملة وقطاف ثمار الزيتون من حقولهم التي منعتهم إسرائيل من قطافه بحجة أنها منطقة أمنية. المتضامن البريطاني من أصول تونسية «يدي اديجاوا» يقول ل «الشرق»: الكل هنا متطوعون جاءوا من مناطق بعيدة ليشاركوا في قطاف الزيتون مع سكان غزة، والبعض يظن أنه من الغباء مقاومة الاحتلال بقطف الزيتون، لكن الحقيقة أن إسرائيل لا تريد مزيداً من الحياة للفلسطينيين، تريد منهم أن يفقدوا الأمل، وأي فعل لإحياء الأمل حتى لو كان قطف ثمار الزيتون يعد مقاومة. وبدوره يرسل المبعد من «كنيسة المهد» خالد صلاح رسالة للاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركته المزارعين قطف الزيتون قائلاً، «أبعدتني إلى غزة وطني وأنا أقف على بعد أمتار منك ولا أخاف الموت وأشارك أخواني المزارعين قطاف الزيتون كنوع من المقاومة الشعبية ضدك، وإذا كنت تفكر بأننا سنهزم ونتخلى عن أرضينا فأنت مخطئ». صلاح عاد بذكرته خلال حديثه ل «الشرق» إلى ما قبل إبعاده لغزة، حيث كان في مثل هذا الأيام يشارك أهله الفلاحين ببلدة بيت الخضر في مدينة بيت لحم موسم قطاف الزيتون، مبيناً أن الأمر مرتبط بطفولة كل فلسطيني؛ فالزيتون رمز للقضية الفلسطينية ولا يمكن التخلي عن رموز القضية. الناشط الشبابي وليد أبو الروك جاء من المنطقة الحدودية في مدينة خان يونس ليقطف الزيتون في بيت حانون، فهو كما وصف ل «الشرق»: لا يخاف الاقتراب من الحدود لأنه صاحب أرض ويعرف قيمة جني كل حبة من ثمار الأشجار حتى لو تطلب ذلك الوقوف أمام الدبابات الإسرائيلية بصدور عارية. متضامنون يجمعون الزيتون مراسل «الشرق« يقطف الزيتون مع المتضامن البريطاني اديجاوا (الشرق)