كشف تقريرٌ حقوقي، أعده فريقٌ مكون من خمسين باحثاً وإعلامياً ينشطون في مجال حقوق الإنسان، عن انتهاكات واسعة وجرائم يرتكبها الحوثيون بحق المواطنين اليمنيين في محافظتي صعدة وحجة وسط غياب كامل للدولة، مقدّراً حجم الانتهاكات ب13 ألفاً و660 حالة في محافظتي صعدة وحجة. ورصد الباحثون، في التقرير الذي دشنته مؤسسة «وثاق» لدعم التوجيه المدني، ثمانية آلاف و794 حالة انتهاك ارتُكِبَت من قِبَل جماعة الحوثي في محافظة صعدة بحق المواطنين المدنيين منذ 2004 وحتى 2011. وتنوعت انتهاكات الحوثيين بين عمليات قتل وتعذيب واختطافات وسجن لمواطنين واعتداءات على الأهالي. وبحسب نتائج التقرير، قام الحوثيون بقتل 531 شخصاً جميعهم مدنيون، وذلك في محافظة صعدة، بينهم 59 طفلاً و48 امرأة، ودمروا وسيطروا على 497 منزلاً تابعاً للمواطنين. وأشار التقرير إلى أن مجموع المُختَطَفين في محافظة صعدة 47 شخصاً من المدنيين، وهم مختفون قسرياً منذ سنوات ولا تعلم أسرهم عن مصيرهم شيئاً، مبيِّناً أن الحوثيين يديرون 36 سجناً في سبع مديريات في صعدة. تفجير للمنازل وشكا مواطنو صعدة لمعدِّي التقرير من أن جماعة الحوثي (أنصار الله) فجّرت البيوت وأجبرت ساكنيها على الرحيل، ثم حوَّلت بعضها إلى ثكنات مسلحة يقيم فيها مسلحو الجماعة. وأوضح التقرير الحقوقي أن جماعة الحوثيين أعدمت خلال العام الماضي 124 شخصاً في مديرية كُشر في محافظة حجة، وأن هؤلاء لم يُقتَلوا في ظروف الحرب، وإنما تمت تصفيتهم على أسس عرقية. وبلغت الانتهاكات في محافظة حجة نحو 4866 حالة بحسب التقرير، الذي أضاف أن جماعة الحوثيين المسلحة في شمال اليمن والقوات الحكومية ارتكبت نحو 9039 انتهاكاً في صعدة و4866 في حجة. تهجير قسري ولفت التقرير إلى ارتفاع حالات التهجير القسري للمدنيين من منازلهم على يد جماعة الحوثي، حيث رُصِدَ تهجير 5300 شخص من صعدة و4203 شخص من مديرية كُشر في محافظة حجة. وطبقاً للتوزيع النوعي لحالات التهجير، بلغ عدد الإناث المُهجّرات في صعدة 2669 حالة، في حين شكَّلت حالات التهجير للذكور ما نسبته 49.64% من إجمالي النسبة العامة للمهجَّرين في صعدة من قِبَل جماعة الحوثي المسيطرة على المحافظة. وبلغت حالات التهجير في محافظة حجة بفعل استمرار الحرب بين جماعة الحوثي وقبائل المحافظة، 4203 حالات في مديرية كُشر بنسبة 86.37 % من إجمالي الانتهاكات البالغة 4866 حالة في المحافظة المجاورة لعاصمة جماعة الحوثي محافظة صعدة. إعدام جماعي وكشفت سيدة من صعدة واقعة إعدام جماعي لأسرتها، حيث قام مسلحو الحوثي بقتل 12 شخصاً من عائلتها من خلال تفجير منزلهم وقتل جميع من داخله وهم سبع نساء وخمسة أطفال. وأوصى التقرير بإخضاع صعدة وحجة لبرنامج العدالة الانتقالية بشقيها الحقوقي والجنائي، وتشكيل فرق طبية لمعالجة الآثار النفسية لدى الأطفال والنساء، وكذا إعادة تأهيل الأطفال المنخرطين في جماعة الحوثي ودمجهم في المجتمع. وطالب التقرير بفتح تحقيق بالانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها وتأمين عودة المهجرين قسراً في صعدة وإعادتهم إلى قراهم وتوفير الحماية الكافية لهم. ودعا معدو التقرير في توصياتهم الدولة إلى بسط نفوذها على محافظة صعدة والمحافظات التي خرجت عن سيطرتها، والضغط على جماعة الحوثي لتقديم اعتذار للمواطنين الذين تضرروا من عنفها. وكانت لجنة الحوار الوطني طالبت بتقديم اعتذار للحوثيين عن الحروب التي شنتها القوات الحكومية ضدهم على مدى ست جولات من الصراع منذ 2004.