عبداللطيف النمر الدمام – أحمد العدواني تباينت ردود الأفعال في أوساط رجال الأعمال في الشرقية، حول انتشار نقص فيتامين (د) بينهم بتناول جرعات أكبر من أقراص الفيتامين المتوفرة في الصيدليات، ويعود السبب لكثرة انشغالهم تحت أجهزة التكييف وعدم تعرضهم لأشعة الشمس. وألمح رجل الأعمال عبداللطيف النمر، إلى أن الوضع متفش بين أوساط المال والأعمال في تناول تلك الجرعات من الفيتامين، عوضا عن أشعة الشمس، في حين قال رجل الأعمال محمد الدوسري، إن المجتمع السعودي بكاملة في حاجة للفيتامين وليس بالضرورة أن يقتصر على رجال الأعمال، متوقعا بأن الأطباء أكثر عرضة لنقص الفيتامين، وأضاف بأن الطالبات والمعلمات لهن نصيب الأسد، لافتا إلى أن الزي الثقيل والطويل سبباً في ذلك بالمجتمع السعودي، في الوقت الذي أكد فيه رجل الأعمال عبداللطيف الزهراني، نسبة الوعي في نقص الفيتامين عند رجال الأعمال، نظراً لعدم انتشارة، وعدم وجود التحوط الطبي عند أفراد المجتمع، وسوء التغذية، لافتاً إلى إيمانه بوجود المشكلة كظاهرة حديثة وعدم التفاعل المجتمعي، مشيراً إلى أن رجل الأعمال لن يعطي الموضوع حقة حتى يرى أنها ظاهرة يجب أن يحتاط منها. من جهتها كلفت إدارة جامعة الدمام، كلاً من الدكتور عبدالله بن سليمان العمران، استشاري ورئيس قسم جراحة العظام، والدكتور وليد البكر، استشاري باطنية وغدد صمّاء، بالكتابة باختصار عن الثوابت العلمية فيما يخص فيتامين (د). د. عبد الله العمران وقال الدكتوررئيس قسم العظام بالمستشفى الجامعي بالخبر عبد الله العمران، بأن فيتامين (د) مهم لبناء العظام وتوازن الكالسيوم بالدم ونقصه قد يؤدي لهشاشة العظام، وضعف العضلات والوهن والتعب؛ والنقص الشديد قد يؤدي لمرض السكر وتقليل المناعة، أما قضية ارتباطه بأمراض القلب وأورام القولون والبروستات فلم تثبت علميا بل وجد أن نسبة فيتامين (د) تنقص مع العمر بشكل طبيعي ومع تقدم العمر تزيد نسبة الأورام وأمراض القلب، فالعلاقة إحصائية وليست سببية وعلى العكس فقد وجد أن زيادته ( بوصف جرعة خاطئة للمريض) ترفع مستوى الكالسيوم بالدم وتؤدي لتصلب الشرايين وأمراض القلب وحتى تكلس عضلة القلب. وأضاف بأن أخذ كمية زائدة من فيتامين (د) لا تؤدي لزيادة فعاليته بل قد تؤدي لنتائج عكسية لأنه يترسب في الجسم ولا يستطيع التخلص منه وفيتامين (د) ليس له علاقة بالحالة النفسية أو تساقط الشعر أو عدم الحمل وغيرها كثير مما يتداول بين الناس. وأشار الدكتور العمران بأنه لوحظ في الفترة الأخيرة كثرة المشخصين بنقص فيتامين (د) بصورة مفرطة في المجتمع السعودي بالإضافة للتباين الكبير في قراءات المختبرات مما يؤدي للتباين في العلاج، والأجهزة الحالية المتوفرة لدى المستشفيات والمختبرات هي بتقنية التقييم المناعي الشبهي والإشعاعي، والربط البروتيني التنافسي، والتقييم الكيميائي الضوئي، وهي غير مكلفة وغير دقيقة وكثيرا ما تشخص بنقص حاد في فيتامين (د) عند أشخاص لديهم المستوى طبيعي وبالتالي العلاج بجرعات عالية، مما يؤدي لتراكم فيتامين (د) في الدم وتسمم المريض، الذي يسبب زيادة مفرطة في الكالسيوم وتصلب بل وتكلس الشرايين والقلب وضعف في العضلات وشعور بالتعب، وكذلك حصوات على الكلى، كذلك قد يؤدي زيادة فيتامين (د) إلى ارتفاع ضغط الدم. د. وليد البكر من جانبه قال الدكتور البكر، بأن أسباب نقص فيتامين (د) في المجتمع السعودي هو قلة التعرض للشمس والاستخدام المفرط لواقي الشمس عند السيدات وقلة أكل مشتقات الحليب والأجبان والبيض وانتشار الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والسمنة، لأنها تقلل من امتصاص الفيتامين من الجلد. وذكر الدكتور البكر طرق علاج نقص فيتامين (د) قائلاً إنه من الفيتامينات التي تتجمع في الجسم عند زيادتها ولا يستطيع الجسم إخراجها بسهولة على عكس فيتامين (ب) بأنواعه وفيتامين (ج)، لهذا فالتشخيص الدقيق أساس العلاج الذي يجب أن يكون بيد استشاريين متخصصين ذوي دراية وإلمام تام بالموضوع علميا وإكلينيكيا. وأشار الدكتور البكر إلى أن تصحيح فيتامين (د) عن طريق قطرات 45,000 وحدة أسبوعيا لمدة ثمانية أسابيع ثم يعاد التقييم أو حبوب 50,000 وحدة أسبوعياً لمدة ثمانية أسابيع ثم يعاد التقييم أو الحقن 300,000 وحدة حقنة واحدة ويعاد التقييم بعد ثلاثة أشهر ولا يفضل استخدام الحقنة إلا في حالات تحوير مسار المعدة ومشاكل الامتصاص. أما العلاج بدواء (ون ألفا) فلا يستخدم إلا في حالات مشاكل الكلى واضطرابات الغدد جار درقية، ولا يفضل استخدامه في حالات نقص فيتامين (د) مع وظائف طبيعية للكلى لأنه في هذه الحالة يسبب ارتفاعا شديدا في الكالسيوم، وللأسف بعض الأطباء يصفونه لأنه الوحيد المغطى من شركات التأمين كذلك أخذ أكثر من نوع (قطرات وإبرة مثلا) يؤدي لتراكم فيتامين د والتسمم به لا سمح الله. بعد تصحيح فيتامين (د) بالجرعات العلاجية المذكورة أعلاه يتم إعطاء المريض جرعة وقائية بين 1000 –1500 وحدة عالمية من فيتامين د وبعد الستين يحتاج 2000 – 2500 وحدة عالمية. عبداللطيف الزهراني محمد الدوسري