جدة – فؤاد المالكي %60 من طلاب الكليات الصحية يدخنون «الشيشة» بين 16-18 عاماً الشعور بالنشوة أو التخدير مؤشر على تسمم المدخن بأول أكسيد الكربون د.نزار الصالح أوضح أستاذ علم النفس في جامعة الملك سعود، أمين عام المركز الوطني لأبحاث الشباب، الدكتور نزار الصالح ل”الشرق” أن المدخنين سيعانون من الآثار النفسية لقرار منع التدخين وتقديم الشيشة في المقاهي والأماكن العامة، لا سيما المدخنين الشرهين، متوقعا أن يعانوا من الناحية النفسية بشكل كبير، حيث يشعر المدخن بالضيق والكآبة وعدم الاستقرار، نتيجة عجزه عن ممارسة سلوك اعتاد عليه، في كل وقت ومكان، خاصة عند ارتباط التدخين بالمكان والصحبة، فالمدخن في الشارع يختلف ارتباطه نفسياً مع المدخن في المقهى. تقليص التدخين السلبي ويؤكد الصالح على أن هذه المعاناة ليست مبررا لإلغاء القرار، والسماح لهم بالتدخين في الأماكن العامة، والإضرار بأنفسهم والآخرين، مشددا على ضرورة التمسك بالقرار، مع توفير العيادات الصحية المناسبة لمعالجة الآثار النفسية والصحية المترتبة على التدخين، مستهدفا المساعدة من خلال وضع برامج علاجية للإقلاع عن التدخين، فمنع التدخين ليس هدفاً بذاته، حيث يستطيع المدخن أن يوفر بدائل مكانية للتدخين فيها، لكن الهدف الأساسي من المنع هو الحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين من مخاطر التدخين، فضلا عن تقليص حجم التدخين السلبي، للمحافظة على صحة غير المدخنين، ممن يشاركون المدخنين الاستمتاع بالأماكن العامة والمقاهي. بدائل آمنة شيشه ويشير الصالح إلى أن هذا القرار الاستراتيجي سيفيد المجتمع كثيرا، حيث تقتضي المصلحة العامة المحافظة على صحة الرجل والمرأة والطفل، مبينا أن المخاطر الصحية المحتملة تفوق المعاناة النفسية للمدخنين، مع إمكانية تقليل المعاناة النفسية للقرار، بهدف الحد من آثارها، منوها إلى أن منع التدخين في المقاهي سوف يقلل عدد المدخنين ولو بنسب بسيطة في البداية، متوقعا تنامي أعدادهم في مرحلة لاحقة، نتيجة تزايد الاستجابة الاجتماعية، إلا أن التحدي الكبير هو كيفية توفير بدائل آمنة للمدخنين، وتشجيعهم على ترك التدخين، عبر إيصال رسائل إيجابية تعزز مفهوم كون الحياة أفضل بدون تدخين، وهنا يأتي الجزء المكمل لقرار المنع، وهو الأهم، فتدخين الشيشة أكبر ضرراً من تدخين “السجاير” لاحتواء تدخين الشيشة على دخان التبغ والدخان الناتج من الوقود المستخدم، كما أن مستوى أول أكسيد الكربون لمدخني الشيشة في أجسادهم عند مغادرتهم للمقاهي يبلغ ثلاثة أضعاف النسبة العادية، وما يشعر به البعض من نشوة وخدران، ربما يعود إلى المراحل المبكرة من التسمم بأول أكسيد الكربون، وأن أمراض القلب والشرايين والسرطان، وأمراض الجهاز التنفسي، وغيرها من أمراض هي نتيجة حتمية للتدخين أو”الشيشة”. تفضيل المقاهي شدد الصالح على أهمية تثقيف المجتمع بأضرار تدخين السجائر والشيشة بشكل عام، وأضراره بشكل خاص في الأماكن المغلقة، وأهمية تغيير العادات السلوكية لدى أفراد المجتمع وتشجيعهم على ممارسة أي نوع من الرياضة، ولو رياضة المشي، وعلى أهمية تناول الأغذية الصحية، وتعلم مهارات تنظيم الوقت، وتنمية المهارات الحياتية المختلفة، موضحاً أن أكثر من %60 من طلاب الكليات الصحية في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية بدأوا تدخين الشيشة بين 16-18 سنة، كما أن (%15) من الطلاب يدخنون الشيشة يومياً، وتبيين أن (%70) من الطلاب يفضلون تدخين الشيشة في المقاهي.