أكد الأمين العام لحركة تحرير السودان الموقعة علي اتفاق أبوجا علي دوسة ل»الشرق» أن التحدي القادم أمام حكومة القاعدة العريضة التي شكلها الرئيس السوداني عمر البشير مؤخراً هو توحيد الجبهة الداخلية لإيجاد أرضية صلبة لمواجهة العديد من القضايا وأهمها الوضع المعيشي المتردي. وقال «هذه أولوية قصوي لأن الحال بلغ مراحل لا تطاق». وحث القيادي الدارفوري الحكومة الجديدة على إيجاد حل سلمي لمشاكل دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وقال هذه هي أهم الأولويات الآنية التي تتطلب السرعة في إتخاذ القرار. وأوضح أن هذه الإشكالات لا تحل إلا بتغيير النهج السابق في التعامل مع القضايا الوطنية. من جانبه قال القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي صلاح الباشا إن أهم التحديات المقبلة للحكومة الجديدة هي وضع برنامج اقتصادي إسعافي عاجل يرفع المعاناة عن كاهل الجماهير وإعادة النظر في سياسة التحرير الاقتصادي التي وفرت السلع فقط ولكنها لم تمكن المواطن العادي من الحصول عليها بسبب الارتفاع المتنامي لأسعار تلك السلع. وطالب الباشا بإيقاف كل أنواع الأنشطة التجارية الطفيلية والتي قامت بتكريس ثروات البلاد لفئات محددة. ودعا الباشا إلي توسيع نطاق الحريات بالكامل خاصة حرية التعبير والصحافة ورفع الرقابة عن الصحف حتي تتمكن من توجيه السلطة من واقع وضع الصحافة كسلطة رابعة، ونبه علي ضرورة توفير تكافؤ الفرص في الحكومة القادمة بما في ذلك وظائف الخدمة المدنية المؤثرة التي يحتلها كوادر حزب المؤتمر الوطني الحاكم. فيما قال القيادي في المؤتمر الوطني علي عبد القادر إن التحدي الأول هو تحسين الواقع المعيشي والحد من زيادة الأسعار وتوفير الحياة الكريمة. وأضاف عبد القادر أن الأمن يأتي في مرحلة ثانية، وتحسين علاقات السودان الخارجية خاصة مع دول الجوار العربية والأفريقية. وطالب الحكومة القادمة ببسط هيمنة الدولة من خلال تطبيق القوانين كما ينبغي، وشغل الوظائف للحد من البطالة.من جهته اعترض الخبير السياسي الدكتور الطيب زين العابدين على تسمية الحكومة الجديدة بحكومة القاعدة العريضة وقال «هي ليست حكومة قاعدة عريضة بالمفهوم المتعارف عليه والإضافة الوحيدة هي الاتحادي الديمقراطي» ، وذكر الطيب أن أهم القضايا وقف الحرب الدائرة في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، خاصة أن البلاد تعاني من أزمة اقتصادية، بجانب مشكلة النيل الأزرق وجنوب كردفان المرتبطتين بالجنوب. وتوقع زين العابدين أن تستخدم مياه النيل من قبل حكومة الجنوب كورقة ضغط علي السودان ومصر. وأكد أن الحكومة شرعت في حل المشكلة الاقتصادية علي حساب المواطن الذي ضاق ذرعاً. وأوضح زين العابدين أن هناك ترحيبا باتفاق الدولة ولكن هناك اتجاه مناوئ له من قبل بعض الحركات الدارفورية التي أعلنت تشكيل الجبهة الثورية للإطاحة بالنظام. وشدد أن مشكلات السودان لن تحل دون أن يغير المؤتمر الوطني من نهجه مع الشمال والجنوب لحل الاشكاليات للتعايش سلميا. كما انتقد إغلاق الحدود بين الشمال والجنوب وقال إن ذلك فيه خسارة للتجارة. وعدد زين العابدين المشكلات العالقة بين الطرفين، وقال حتي الآن لم يتم الاتفاق علي تعرفة لنقل البترول، وحل هذه الإشكالية يحتاج لتغيير نهج المؤتمر الوطني. واتهم الرئيس عمر البشير ونائبه في المؤتمر الوطني نافع علي نافع بقيادة الخط المتشدد، وطالب بإقرار دستور ديمقراطي وليبرالي. على الصعيد نفسه قال الخبير الأمني والمدير السابق لجهاز المخابرات السودانية الفريق الفاتح الجيلي «في تقديري الخاص أن أهم تحديات المرحلة القادمة إحداث التوافق الوطني والمحافظة علي النسيج القومي والبعد عن التفكك الذي يحدث الآن في السودان خاصة في ظل التوجهات المختلفة التي برزت فيها القبلية والجهوية وهي بحق مهدد قومي». ودعا الجيلي حكومة القاعدة العريضة إلي إحداث التنمية البشرية وإقناع الناس بالبقاء في مناطقهم، وأضاف أن الهجرة الداخلية تسبب العديد من المشكلات، وأرهقت المراكز بجانب قلة الإنتاج الزراعي والحيواني. وطالب الجيلي بمواجهة الركود الاقتصادي العالمي بفتح آفاق جديدة في مجال التنمية، وقال إن العالم في حاجة لمنتجاتنا الزراعية والحيوانية، ويجب علي الحكومة الجديدة التركيز علي الإنتاج الزراعي والحيواني بجانب التعدين. وحث الجيلي الحكومة الجديدة علي بذل جهودها للحفاظ علي أمن البلاد خارجياً وداخلياً، وعدم تضارب المصالح المتوقعة. وقال لابد أن تكون لدينا القدرة علي التماسك والتعامل بندية مع الدول الأخرى.