لا تتوقف الانشقاقات في الجيش السوري، وهي حالٌ تنسحب على الجيش الحر أيضاً إذ تشهد صفوفه عديدا من الانشقاقات، الأول دليل ضعفٍ وتفكّك، وكذلك هو الثاني. هذا في الشكل، لكن بعض ضباط الثورة السورية ومقاتليها يرون في جوهر هذه الانشقاقات دليل عافية وقوة، يعتبرونها إعادة ولادة بحثاً عن التوحّد، إذ لا يكاد يمر أسبوع أو أقل، حتى يُعلَن عن تشكيل لواءٍ هنا أو فصيل هنا. منذ يومين، أعلن العقيد المنشق، بشار سعد الدين، تشكيل لواء يوسف العظمة في ريف إدلب وحلب، توحدت بموجبه مجموعات مقاتلة هي: كتيبة أحرار حارم، كتيبة شهداء سرجة، كتيبة ذو الفقار، كتيبة الشهيد محمد رزّوق، كتيبة سيد الشهداء، كتيبة جبال حارم وكتيبة أنصار العم التابعة للمجلس العسكري في إدلب. العقيد الركن بشار سعد الدين ويرى العقيد الركن المنشق بشار سعد الدين، في حواره ل «الشرق»، أن التشكيل الجديد الذي يضم 1200 مقاتل، سيكون نواة جيش وطني، وإلى تفاصيل الحوار: * متى أعلنت انشقاقك عن جيش نظام بشار الأسد؟ انشققت عن الجيش الأسدي منذ أربعة أشهر، لكني كنت على رأس الثوّار منذ بداية الثورة، وبما أنني ضابط اختصاص مدفعية، كنت أدرب الثوار في المراحل الأولى للثورة بشكل سري. * لماذا تأخر إعلان انشقاقك؟ سؤالٌ وجيه، تأخّر انشقاقي لأن في عائلتي سبعة ضباط أردت ضمان انشقاقهم جماعيّاً خوفاً من تنكيل النظام بهم، والآن أفضّل مناداتي ب «الثائر»، عوضاً عن «عقيد» لأن الصفة الأخيرة تذكرّني بعصابات الأسد. * أعلنت تشكيل لواء «يوسف العظمة»، ألا ترى أن ذلك يشقّ صف المعارضة ويُضعفها؟ بالتأكيد أنا حريص على وحدة الصف والبندقية لأن في ذلك خلاصنا، لكني أرى في اللواء الوليد نواة جيش وطني جديد بديل لعصابات النظام، والتشكيل العسكري هذا يصل عدده إلى 1200 مقاتل يوجدون ضمن نطاق ريف حلب وإدلب، كما يضم تشكيلات جيش نظامي فيه كتائب مقاتلة وأخرى استطلاعية وغيرها. * كيف تموّلون أنفسكم؟ ومن هو مصدر التمويل؟ تمويلنا ذاتي، ونحن حتى الآن ننتظر مصدر تمويل غير مشروط، أريد أن أخالف القواعد السائدة على الأرض، أبرزها التخلّص من مشاكل سوء التنظيم وقيادة العمليات الحربية غير المنظمة، وأؤكد أن قرار تشكيل اللواء جاء رضوخاً لرغبة عددٍ من المجموعات التي قررت الاتحاد تحت هذه التسمية، أذكر منها لواء درع الثورة التابع للجيش السوري الحر ولواء درع هنانو. * يُحكَى عن خلافات مستحكمة بين فرق الجيش الحر، ماذا تقول؟ هذا صحيح وهو أكثر ما يشغل بالي، وتحديداً أنانية القيادة التي تُشرذم المعارضين وتصيب مقتلاً منهم، هناك مسألة أخرى تبرز في تعارض الأولويات لدى المجموعات المقاتلة، علماً أن هناك شعارات تُرفع لا تمتّ إلى الممارسة على أرض الواقع بصِلة، وهذا ما أدى إلى ضرورة الفصل بين الثوّار وشبيحة الثوّار، الفئة الأخيرة عالة على الثورة، وهناك محاولات للقضاء عليهم عبر محاكم ثورية، وتحديداً المسلّحين وهم ليسوا ثوّاراً إنما لصوص، كما أستنكر تهمة التخوين التي يستسهل كثيرون إطلاقها من دون بيّنة، وهذا يخلق شرخاً يؤذي الفصائل والثورة. * لماذا لم تنضم إلى الجيش الوطني أو الجيش السوري الحر؟ أنا جزء منهما، ويمكن أن أنتمي إلى أي منهما إذا كان يملك رؤية مستقبلية وفق قاعدة الله ثم الوطن، وهناك ركائز ثلاث: إزاحة نظام بشار الأسد، جمع السلاح الموجود والمسلحين تحت قيادة واحدة، ومنع الاقتتال الطائفي رغم التشظي الظاهر. * كلمة أخيرة؟ الثوار يد واحدة، لكن المشكلة أن كل واحد يأتمر بأوامر الجهة الداعمة، وأعلن عبر صحيفتكم أنني سأقود في الأيام المقبلة معركة تحرير منطقة حارم التي تبعد 25 متراً عن تركيا، التي تعد المعقل الأكبر للشبيحة والأمن والجيش، علماً أنني سبق أن دخلتها في الأول من سبتمبر.