قالت الكاتبة السورية المعارضة سمر يزبك التي حازت جائزة “بنتر الدولية للشجاعة الأدبية للكتاب”، بعدما اختارتها الشاعرة البريطانية كارول آن دوفي شريكة لها في الجائزة، إن “الثورة جعلتني أتعرف إلى نواقصي”. وقالت سمر يزبك لوكالة فرانس برس الخميس “الثورة جعلتني أدرك أن كل ما اعتقدته غوصاً عميقاً في الواقع لم يكن إلا محاولات سباحة”. وأضافت الكاتبة التي اضطرت إلى مغادرة البلاد بعد مواقفها المؤيدة للاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد “ما زلت في أولى درجات المعرفة والكتابة. الثورة، جعلتني أتعرف إلى نواقصي. أظن أنني صرت شخصاً مختلفاً، والكتابة بالنسبة لي تحولت. أظن أني بحاجة لتمتين العلاقة مع النص بشكل مختلف، ومع الرؤية المتغيرة لواقع الأحداث”. وكانت سمر يزبك حازت قبل أيام جائزة “بنتر الدولية للشجاعة الأدبية للكتاب” بعدما اختارتها الشاعرة البريطانية كارول آن دوفي، شريكة لها في الجائزة، حسب قواعد هذه الجائزة التي تختار الفائزة بها كاتباً من العالم ليناصفها. وقالت يزبك، التي تنتمي إلى الطائفة العلوية (طائفة الرئيس بشار الأسد)، “كارول اختارتني، وقد كانت هذه مفاجأة بالنسبة لي”، وأضافت تشرح كيف تلقت نبأ فوزها بالجائزة “شعرت بالاضطراب والفرح، وبالخوف أيضاً، إذ حقيقة كنت أظن دائماً أني شخص مذعور وخائف. كما أنها تشكل مسؤولية إضافية”. وفي ما إذا كانت الجائزة تخص كتاباً معيناً من أعمالها، أوضحت يزبك “إنها تخص كتاباً معيناً، لكن الجائزة كانت عن مجمل شخصيتي ككاتبة”. أما الكتاب الذي قصدته الجائزة فهو ذاك الصادر حديثاً بالعربية تحت عنوان “تقاطع نيران”، الذي نشرت الصحافة العربية فصولاً منه. وأوضحت يزبك أن “الكتاب لا يحمل جنساً أدبياً معيناً، وفكرته بسيطة، وهو محاولة للإضاءة على الشهور الأربعة (الأولى) من الثورة السورية، عبر تجربتي الشخصية، وعبر جمع شهادات من معتقلين، ومن ناشطين وناشطات كانوا جزءاً من الحراك الشعبي، للحديث عن الكيفية التي بدأت بها الثورة”. وتابعت قائلة “نحن بحاجة للسهل الممتنع في حياتنا، بحاجة لإحداث نقلة نوعية تقنية للإحاطة بهذه التجربة الفريدة في التاريخ، لأن كل ما كتبناه لم يتجاوز حدود التوثيق، الفن الأدبي يأتي لاحقاً، وهو بحاجة لمهارات فنية ولغوية ومعرفية هائلة للكتابة عنه”. وحول ما إذا كانت تجربة الخروج من سوريا قد منحتها حرية أكبر بالكتابة، قالت “على العكس، الخروج من سوريا كان بداية الجحيم، لكنه كان فرصة للعمل بشكل مختلف. بقيت مضطربة وغير مطمئنة أبداً منذ أن غادرت سوريا، لكن الطمأنينة عادت إلي عندما دخلت من جديد”. وكانت يزبك دخلت إلى شمال البلاد مجدداً في الأشهر الماضية، لتروي شهادات ويوميات عن الاعتقال والحرب والنزوح. وسمر يزبك روائية من مواليد العام 1970 صدر لها “طفلة السماء”، و”صلصال”، “رائحة القرفة”، وسواها من أعمال روائية ومقالات. أ ف ب | بيروت