أوضح أستاذ التاريخ في جامعة الملك فيصل، الدكتور فتحي الشواورة، أن العلماء العرب أدوا دوراً كبيراً في نشر العلم في بلاد فارس. وقال الشواورة، في محاضرة بعنوان «الدور الحضاري لعرب الخليج» ألقاها مساء أمس الأول في نادي الأحساء الأدبي، إن علماء عرباً كانوا يجلسون في مساجد مرو وهراة ونيسابور وشيراز وأصفهان وكرمان وبلخ وسجستان وغيرها من أقاليم بلاد فارس، يعلّمون الناس شتى أصناف العلوم والمعارف. وقسم الدكتور الشواورة محاضرته، التي أدارها الدكتور دايل الخالدي، إلى عدة محاور، تناول في أحدها مدلول الخليج العربي جغرافياً وحضارياً، وأشار فيه إلى أن له عدة تسميات مثل: «خليج البصرة»، و»خليج القطيف»، ولكن هذه التسميات متأخرة، موضحا أن الاسم المتعارف عليه هو «الخليج العربي»، لأسباب جغرافية وتاريخية وبشرية ولغوية. وقال: من الناحية الجغرافية، السواحل الغربية والشمالية للخليج جزء لا يتجزأ من الجزيرة العربية، بينما يفصلها عن بلاد فارس كتلة جبلية معروفة باسم جبال «زاجروس»، التي جعلت بين الفرس والخليج حاجزا منعهم من ركوب البحر منذ أقدم العصور. أما من الناحية البشرية واللغوية فالمنطقة يسكنها العرب من جميع أطرافها. وفي محور ثانٍ، تحدث الشواورة، عن دور عرب الخليج في نشر الإسلام واللغة العربية في المشرق، متناولاً الهجرات السلمية التي قامت بها مجموعات من قبائل معينة بصورة تدريجية، وتطرق الشواورة في محور ثالث عن دور عرب الخليج في عملية التعريب، مشيرا إلى أنها كانت ظاهرة ملازمة للإسلام، وعرج المحاضر في حديثه إلى دور عرب الخليج من العراق وشرق الجزيرة العربية في نشر المثل والقيم العربية الإسلامية، ودعا الشواورة في ختام محاضرته إلى تذكر الصفحات المشرقة في الجوانب الحضارية المشتركة، وعدم نسيان إسهام الفرس مع العرب في إغناء تلك الجوانب وتوسيع آفاقها، حاثاً الجميع على النظر إلى التاريخ الحضاري ودراسته من خلفية إيجابية، وأن لا يكون التاريخ طريق إعاقة للحركة، بل يكون سبيل انطلاق لمستقبل أفضل وتعايش بين القاطنين على ضفتي الخليج.