صدر مؤخراً عن دار جداول للنشر والترجمة والتوزيع كتاب تاريخي بعنوان «الحراك السياسي في جنوب اليمن (1963 1994).. أسبابه وأهدافه وجذوره التاريخية»، لمؤلفه الدكتور سيف الدوري. ويتضمّن الكتاب، الذي جاء في 294 صفحة، استعراضاً موجزاً لتاريخ الحراك السياسي في جنوب اليمن منذ ما بعد الاحتلال البريطاني له عام 1839، وقيام الثورة اليمنية في الشطر الشمالي عام 1962، التي قدمت المساعدات للقوى السياسية في الجنوب من أجل استقلاله، وتشكيل الجبهة القومية التي قادت الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني الذي انطلق من جبال ردفان عام 1963، ممّا أجبر الحكومة البريطانية على منح الجنوب استقلاله عام 1967. كما يتضمّن الكتاب الصراعات السياسية بعد الاستقلال بين أهل الحكم أنفسهم، والتي اتخذت أحياناً طابع التصفيات الجسدية، بدءاً بالإطاحة بقحطان الشعبي، أول رئيس للجمهورية عام 1969، مروراً بالإطاحة بالرئيس سالم ربيع علي عام 1978، ثم الإطاحة بالرئيس عبدالفتاح إسماعيل عام 1980، واستلام علي ناصر محمد المناصب الثلاثة، أو ما يسمى الترويكا الثلاثية: رئاسة الدولة، والأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني، ورئاسة الوزارة. وأخيراً، الصراع بين جناح الرئيس علي ناصر من جهة، وجناح عبدالفتاح إسماعيل من جهة أخرى، الذي اتخذ طابع التصفية الجسدية في مجزرة يناير 1986، التي راح ضحيتها عبدالفتاح إسماعيل نفسه، إضافة إلى الآلاف من قيادات وكوادر الحزب، حيث انقسم المجتمع اليمني إلى قبائل خرجت عن مبادئها الثورية واليسارية الماركسية، وتحولت إلى قبائل متناحرة.