حشد زعيم قبيلة حاشد في اليمن، الشيخ صادق عبد الله الأحمر، 600 من كبار شيوخ القبائل والشخصيات الاجتماعية البارزة في البلاد لتشكيل جبهة يواجه بها خصومه البارزين من حركة الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح. يأتي ذلك بعد بضعة أيام من عقد اجتماع لقادة عسكريين من بينهم رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية، اللواء غالب القمش، في منزل الأحمر لتشكيل جبهة موحدة قبلية وعسكرية ضد الحوثيين. وجاءت تحركات الشيخ الأحمر في غياب الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي غاب عن صنعاء في زيارة رسمية للخارج قبل أن يعود على وقع عقد لقاء يعد الأكبر لشيوخ قبائل اليمن. إسقاط الحصانة وفي الحشد الذي أُطلِقَ عليه مؤتمر تحالف قبائل اليمن، دعا الأحمر إلى إسقاط الحصانة عن الرئيس السابق علي صالح ومحاكمته كونه لم يلتزم بترك العمل السياسي، واعتبر تمسك صالح بالعمل السياسي مع احتفاظه بالحصانة كالجمع بين الأختين. وطالب الأحمر في تجمعه القبلي الذي يرأسه هو شخصيا ويمول تحركاته بإقالة بقايا أتباع صالح في الجيش والأمن، وهدد بالعودة إلى الثورة الشعبية إذا استمر نفوذ صالح في مؤسسات الدولة وأجهزتها المختلفة. كما دعا جماعة الحوثي والحراك الانفصالي والقاعدة إلى عدم وضع شروط مسبقة لإجهاض العملية السياسية ونبذ العنف واللجوء إلى طاولة الحوار. ولوح الأحمر بعصا الثورة الشعبية ضد الخصوم، وقال إن اليمنيين يعيشون اليوم في «مفترق طرق فإما أن يمضوا جميعاً إلى بر الأمان أو يعود الزخم الثوري ويتحرك جميع أنصار الثورة الشعبية السلمية»، مشيراً إلى أن أنصار الثورة الشعبية السلمية هم الغالبية العظمى من أبناء اليمن مقابل «أنصار الماضي بكل سلبياته». انتقاد للرئيس وانتقد صادق الأحمر الرئيس هادي بصورة غير مباشرة ودعاه إلى فتح لجنة الحوار الوطني لمشاركة الجميع دون استثناء «ما دامت لغتهم بعيدةً عن البارود»، وأضاف «ينبغي أن يكون للشباب الذين كان لهم السبق في النزول إلى الميادين التمثيل الواسع في الحوار». وطالب الأحمر الدولة ببسط نفوذها على كامل التراب الوطني في إشارة إلى سيطرة الحوثيين على عدد من مناطق اليمن، وحث حكومة الوفاق الوطني على الخروج باليمن من الصعوبات التي تمر بها. وفي بيانه الختامي، طالب التحالف القبلي الحكومة بسرعة إجراء التحقيقات في الجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات التي ارتكبها النظام السابق خلال عامي 2011 و2012 في حق شباب الثورة. كما طالب التحالف الحكومة بإعطاء القضية الجنوبية ما تستحقه من الاهتمام في مؤتمر الحوار الوطني باعتبارها مدخلاً لمعالجة عديد من القضايا الوطنية وبما يكفل الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، وطلب إعادة إعمار صعدة بما يكفل عودة كافة النازحين وبسط نفوذ الدولة على كافة مديرياتها وإيقاف سفك الدماء ونهب الأموال من قِبَل العناصر الحوثية، داعيا جماعة الحوثي إلى ترك السلاح والانخراط في عملية الحوار الوطني. وأثني تحالف قبائل اليمن على جهود الأشقاء والأصدقاء، وعلى رأسهم المملكة، في تجنيب اليمن مغبة الدخول في حروب داخلية ووقوفهم إلى جانب خيارات اليمنيين في التغيير، وطالب رعاة المبادرة الخليجية ومجلس الأمن باستكمال تنفيذ بنود المبادرة واحترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما في ذلك التسليم الكامل للسلطة. وتم أثناء انعقاد المؤتمر الإعلان عن افتتاح مقر دائم للتحالف في العاصمة صنعاء. هجوم على التحالف في المقابل، هاجم القيادي البارز في الحزب الاشتراكي اليمني، محمد المقالح، المؤتمر القبلي وقبلهُ اللقاء العسكري في منزل صادق الأحمر، واعتبره إعلانا لحرب جديدة في شمال البلاد ضد الحوثيين محذرا من مخاطر توزيع الحروب على وحدة اليمن. وانتقد المقالح حضور رئيس جهاز المخابرات وقائد عسكري كبير بحجم حميد القشيبي، الذي يعتبر الرجل الأول في محافظة عمران ويتبع اللواء علي محسن الأحمر، لقاءً في منزل شيخ قبلي «يبحث عن دور له بأدوات الشعب وجيشه ومقدراته»، قاصدا الأحمر. في الإطار ذاته، قال شيخ قبلي بارز، رفض حضور المؤتمر، ل «الشرق» إن الشيخ الأحمر يسعى لتشكيل جبهة جديدة يكون هو زعيمها مؤلفة من أتباع قبيلة حاشد في المؤسسة العسكرية وشيوخ من مختلف مناطق اليمن وأنصار حركة الإخوان المسلمين ورجال دين بارزين كالشيخ عبد المجيد الزنداني وآخرين وذلك لمواجهة تمدد الحوثيين وعودة الرئيس السابق علي صالح وأنصاره إلى صدارة المشهد السياسي من جديد. واعتبر الشيخ القبلي أن الأحمر يؤسس دولة داخل الدولة ويوسع تحركاته ليكون هو المركز الأقوى في البلاد وكان زعيم قبيلة بكيل وشيخ مشائخ اليمن، ناجي بن عبد العزيز الشائف، بعث رسالة إلى صادق الأحمر أمس الأول اتهمه فيها بشق صف قبيلة حاشد بتحركاته الرامية إلى ضم القبيلة إلى صف حزبه. واعتبرت النخب السياسية والمدنية اليمنية المحسوبة على اليسار هذا التحالف مجلس حرب بواجهة قبلية وعسكرية وانتقدت تمدده إلى جنوب اليمن حيث ضم في تشكيلاته شيوخا محسوبين على الجنوب، واعتبرت النخب ذلك تمددا لقبيلة حاشد في الجنوب في الوقت الذي يتقزم فيه وجود الدولة.