أكد السعوديون الثلاثة، الذين سيُكرمون من قِبل وزراء الثقافة والإعلام في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث تم ترشيحهم هذا العام، أن التكريم جاء في وقته، ليمنحهم مزيداً من القدرة على الإبداع والعطاء، مشددين على أهمية أن يكون التكريم في حياة المبدع، وليس بعد مماته. وقال النحات علي الطخيس ل»الشرق»، إن العمل الجاد والدؤوب، والإبداع الصادق، يخلفهما تكريم من المسؤولين عن هذا الإبداع، مؤكداً أن الفنان المخلص والموهوب عندما يُنجز عمله على أحسن وجه، وتتوالى إنجازاته، يأتيه تكريم كهذا، يكون بمثابة المصداق لمشاعر الفنان نفسه، فالتكريم، بحسبه، يعدّ موافقة على إبداع الفنان. وقال الطخيس: «لم أكن في بداية أنشطتي وعملي وبحثي أنتظر مكافأة على ذلك، لكنها جاءت في وقتها»، موضحاً أنها جاءت لتؤكد إصراره على إيجاد قاعدة لفن النحت في المملكة العربية السعودية، ومؤكداً أن هذا الفن شبه مهمل. وأوضح أنه خلال ثلاثين عاماً أو أقل، بعد خبرته الطويلة وحصيلة المعلومات، فكر في أن يترك بصمة للجيل المقبل في الساحة، ما دفعه للعمل على إقامة عدة دورات داخل المملكة وخارجها، لإيجاد بذرة يُرجى لها مستقبل في مجال النحت. وأشار الطخيس إلى أنه وضع على عاتقه إيجاد قاعدة لفن النحت، وأن هاجسه كان إقامة عدة معارض في النحت في المملكة منذ عام 1998م، عندما شارك في أحد الملتقيات في الأردن. وقال «منذ ذلك الوقت وأنا أكافح حتى يكون لدينا ملتقى مشابه، وعملنا على ذلك في الظهران والدوادمي»، متأملاً أن يبرز فن النحت في المملكة، وأن تعم فائدة المنحوتات أرجاءها. من جانبه، قال الدكتور حمزة المزيني إن التكريم الجماعي هذا لهؤلاء الأشخاص من دول الخليج يدل على الوحدة فيما بينهم، ورأى أن هذا التكريم تقليد حميد، راجياً أن يتكرر كل عام، لتكريم مبدعين آخرين في مختلف نواحي المعرفة، وأن له دلالة على التنمية الثقافية في منطقة الخليج، التي أصبحت إشعاعاً ثقافياً في العالم العربي، ولها إسهامات في الثقافة المعاصرة اليوم، كما أنها تقوم بدور كبير في التنمية الثقافية. بدورها، تمنت الشاعرة أشجان هندي أن تتكرر مثل هذه البادرة في السنوات المقبلة، على أن تشمل كل العلوم والفنون، وكل ما يخدم الإنسان والإنسانية على هذه الأرض، مؤكدة أن فكرة تكريم المبدعين في أي مجال مهمة، وبالأخص في حياتهم، وليس بعد وفاتهم. وأشارت هندي إلى كثرة المبدعين في المملكة، ودول الخليج عموماً، ممن يستحقون التكريم، سواء في الأدب أو غيره، «ولعل هذه المرة كان اختياري، أتمنى في المرات المقبلة تكريم أسماء أخرى». وقالت «أعتز بشكل خاص أن يكون تكريمي في هذه الدورة، كدورة أولى»، عادة التكريم «بادرة ممتازة»، وتمنت استمرارها. وأوضحت أن هذا التكريم يزيدها شرفاً ومسؤولية، بحيث تتجاوز المنطقة التي تقف فيها إلى مناطق أعلى، مضيفة «يعطيني دافعاً لأن أكون على قدر يليق بهذا التكريم، فهو ضوء وإشارة بداية لاستكمال ما بدأت وللتفوق على منجزي». د. أشجان هندي: د. أشجان هندي أستاذ مساعد في الأدب العربي الحديث في جامعة الملك عبدالعزيز، وكُرمت عن فرع الفنون الأدبية التي تشمل: الشعر، والرواية، والنص المسرحي. لها ثلاثة دواوين شعرية مطبوعة هي «للحلم رائحة المكر»، و»ومطر بنكهة الليمون»، و»وريق الغيمات»، وديوان صوتي، وترجمت بعض قصائدها إلى اللغات الفرنسية، والإنجليزية، والألمانية، والروسية، إضافة إلى أن لها عديداً من النشاطات الثقافية والفكرية المختلفة، وحاصلة على عدد من الجوائز وشهادات التقدير في المجال الأدبي والشعري. د. حمزة المزيني: د. حمزة المزيني أستاذ لغة عربية سابق في جامعة الملك سعود، له أكثر من 11 كتاباً في مجالات اللغة العربية، والفكر، والتعليم، والثقافة، إضافة إلى ترجمته 11 كتاباً من اللغة الإنجليزية عن دراسات اللغة العربية وعلم اللسانيات، كما أن له 500 مقال نُشرت في الصحف السعودية والعربية عن الشأن العام في المملكة، وألقى عدداً من المحاضرات في الأندية الأدبية والمنتديات الخاصة، وشارك في المؤتمرات والندوات المتخصصة في اللغة العربية واللسانيات والقضايا الفكرية داخل المملكة وخارجها. علي الطخيس: علي الطخيس تم تكريمه عن فرع الحرف والصناعات التقليدية، وله عديد المشاركات والمعارض الفنية في داخل المملكة وخارجها، وعضو في جمعيات فنية وتشكيلية محلية وعربية، وحاصل على جوائز عالمية وعربية ومحلية في مجال الفن التطبيقي والمجسمات، وصمّم الطخيس مجسّمات نحتية وُضعت في ميادين مختلفة داخل المملكة وفي دولة الإمارات، ولبنان، والأردن، وسوريا، كما يوجد له مُتحف يضم مجموعة من اللوحات لكبار الفنانين التشكيليين السعوديين والعرب.