فشل تيسير شبير في معرفة الطريقة المثلى لإبلاغ والدته بالخبر، أخوه حازم المحكوم بالسجن مدى الحياة من قبل الإسرائيليين لن يبصر نور الحرية، لا في المرحلة الأولى من تبادل الأسرى ولا حتى الثانية! رغم أن إحدى فصائل المقاومة الفلسطينية المسؤولة عن «صفقة شاليط» هنأتهم وأبلغتهم برسالة شفهية إن حازما سيكون «أحد الأسرى المحررين ضمن الصفقة إن تمت، وذلك بعد أيام من أسر الجندي الإسرائيلي!! وقال تيسير ل «الشرق» إن الأخبار «كانت صدمة حقيقية لنا جميعا» وأضاف «»بدأت القصة منذ أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، حيث أرسلت المقاومة إلينا من يخبرنا بأن أخانا سيخرج في الصفقة المقبلة، بحكم أنه من ذوي الأحكام العالية». وجذور مأساة عائلة شبير بدأت فعليا مع اعتقال ابنهم حازم عام 1993، بمحافظة خان يونس في قطاع غزة بعد قتله لمستوطن إسرائيلي، حكم عليه القضاء العسكري الإسرائيلي على إثرها بالسجن مدى الحياة، أي ما يعني 99 عاما ب»حسابات السنين»، مع العلم أن عمره وقتها لم يزد على الثامنة عشرة فقط! ظنت أسرة حازم أن الفرج جاء أخيرا حين أعلنت وسائل الإعلام عن الاتفاق لتنفيذ الصفقة بين حركة حماس وسلطات الاحتلال، بعد جولات مفاوضات مضنية استمرت لأكثر من خمس سنوات، لتظهر بعدها قوائم المفرج عنهم بالمرحلة الأولى من الصفقة، وهنا كانت الصدمة التي أصابت أسرة الأسير حازم. يردف تيسير «ظلت أمي تسألني لأسبوع كامل من أجل معرفة تفاصيل الصفقة، والأسماء التي سيفرج عنها ، إلا أنني لم أستطع الإجابة عليها، وأخبرت أخوتي أن يخفوا عليها أن حازما ليس ضمن المرحلة الأولى من الصفقة، فلا أحد كان يعرف ما ستحدثه الصدمة لها، وكان ما توقعنا في محله حيث كان وقع الخبر عليها شديدا، وعزيناها بقولنا أنه ربما يحرر في المرحلة الثانية، إلا أننا- صدقا- لم نكن متفائلين بهذا الشأن «. وصحت توقعات أسرة شبير، حيث أن المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى كانت مخصصة للأسرى من ذوي الأحكام العالية، أمثال حازم، إلا أن حركة حماس لم تستطع تحرير كافة الأسرى من المحكومين بالمؤبدات وذوي الأحكام العالية، ليتبقى منهم بالسجون ما يقرب من 150 أسيراً، فيما شملت المرحلة الثانية من الصفقة الأسرى من ذوي الأحكام الصغيرة.