أكدت الدورة الخامسة ل»جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة»، التي تستضيف العاصمة الألمانية (برلين) حفل تسليمها الإثنين المقبل، الصفة العالمية للجائزة، من خلال تنافس 162 عملاً على الفوز بها، من أكثر من 25 دولة، بما يزيد عن 15 لغة. وبهذه الأعمال المقدمة في هذه الدورة وصل إجمالي الأعمال التي تقدمت للجائزة منذ انطلاقها إلى 650 عملاً مترجماً، من 48 دولة، بأكثر من 34 لغة، الأمر الذي يبعث على التفاؤل والثقة بأن يتواصل نجاح الجائزة خلال السنوات المقبلة، وتتضاعف ثمارها في تعظيم الاستفادة من النتاج العلمي والفكري. ونجحت الجائزة منذ دورتها الأولى في اختراق الحواجز اللغوية والحدود الجغرافية، وتصدر أكبر الجوائز الدولية المعنية بالترجمة، واستقطاب كبريات المؤسسات العلمية، وأفضل المترجمين من جميع أنحاء العالم. وحملت الجائزة منذ أن انطلقت قبل خمس سنوات، برعايةٍ من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رؤية القيادة الداعية إلى مد جسور التواصل الفكري الإنساني، ودعم سبل الحوار المعرفي والثقافي بين الأمم، والتقريب بين الشعوب، وترسيخ مبادئ التفاهم والعيش المشترك. وجاءت الجائزة تجسيداً حياً لرؤية خادم الحرمين الشريفين الداعية إلى التواصل الفكري والحوار المعرفي الثقافي بين الأمم، وإلى التقريب بين الشعوب، انطلاقاً من أهمية الترجمة كأداة رئيسية فاعلة لتحقيق هذه الأهداف، ووسيلةٍ لتأصيل ثقافة الحوار وترسيخ مبادئ التفاهم والعيش المشترك، ورافدٍ لفهم التجارب الإنسانية والإفادة منها. وتتخطى الجائزة بعالميتها الحواجز اللغوية والحدود الجغرافية، لتوصيل رسالة معرفية وإنسانية ذات أهداف سامية، طالما دعت إليها القيادة الرشيدة، وترجمتها جهود ومبادرات خادم الحرمين الشريفين من أجل تحقيق الأمن والسلم الدوليين. وحددت الجائزة أهدافها، لتكون تعبيراً عن رؤى الملك في التواصل الفكري والحوار المعرفي والثقافي بين الأمم، وسعيه إلى التقريب بين الأمم والشعوب، وإرساء دعائم التعاون، والبحث عن نقاط الالتقاء بين الحضارات الإنسانية، واستثمارها لكل ما فيه خير وسعادة العالم أجمع، من خلال تشجيع الترجمة من اللغة العربية وإليها في مختلف مجالات العلوم الإنسانية والطبيعية، وإثراء حركة تبادل الأفكار والخبرات والمعارف. وكان لاقتران الجائزة باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وارتفاع قيمة جوائزها المالية، أثرهما فيما حظيت به من اهتمام من قبل أكبر المؤسسات العلمية والثقافية المعنية بالترجمة في جميع أنحاء العالم، التي تسابقت لترشيح أفضل الأعمال المترجمة للمنافسة عليها، إلى جانب ما أتاحته الجائزة للمترجمين من الأفراد للتنافس على جوائزها، وفق مجموعة من المعايير والشروط، التي تتعلق بالقيمة العلمية للعمل المترجم، واحترام حقوق الملكية الفكرية في الأعمال الأصلية والمترجمة، إضافة إلى عدد من المعايير الخاصة بجودة الترجمة والأمانة في النقل والتوثيق، في إطار رؤية تواكب التغيرات المعرفية، وتنتصر لمبدأ التنوع الثقافي، وتؤكد وحدة الثقافة الإنسانية رغم تنوع فروعها ومجالاتها البينية من الفنون والآداب والعلوم الطبيعية والإنسانية والاجتماعية، وتمثل التلازم العضوي بين الأصالة والمعاصرة. وكان للصدى الذي حققته الجائزة، وتفاعل المؤسسات الثقافية والعلمية معها، دور في حالة التأييد الدولي للمشروع الحضاري لخادم الحرمين الشريفين، لإشاعة قيم الحوار بين الحضارات، ودعوته المتجددة إلى نبذ دعاوى الصراع والسعي إلى نقاط الالتقاء، للتعايش في عالم يسوده السلام والتعاون من أجل تقدم ورخاء البشرية. وجسد إقامة حفل تسليم الجائزة في دورتها الأولى في الرياض، والانطلاق منها إلى عواصم دول أخرى، نهج الجائزة العالمية، وهو النهج الذي تجلى أيضاً من خلال تنوع جنسيات الفائزين بها.