طلبت منه أن يختار كتابا من المكتبة، فاختار كتاب تعلم الحروف وأسماء الفواكه. ابن أختي في السنة الثالثة من عمره.. لم أستغرب اختياره، بل استغربت من طباعة ونشر وبيع مثل هذه الكتب، فحرف الراء أرفقت معه صورة بطيخ وكُتب بجوارها (رقي)! أما ما أدهشني، فحرف الضاد، وُضعت بجواره تفاحة أكلت وكُتب بجوارها (تفاحة معضوضة).. لست أدري ما أقول؟ هل أعتب على المؤلف؟ أم ألوم مؤسسات الطباعة والنشر؟ لعلي سأحاسب نفسي.. أنا مَن خيّرت الطفل وجعلت له حرية الاختيار رغم علمي بأن مستويات التعليم متدنية.. حينما عملت متطوعة في مدرسة حكومية، كانت هناك مدرّسة تخرجت بتقدير مقبول والغريب أنها كانت «مرسّمة»، وأنا رغم حملي مرتبةَ الشرف كنت أعمل دون راتب، فقط لأحصل على شهادة خبرة! حتى «عبير» بعد أن حصلت على الشهادة الجامعية بعد ثماني سنوات من الدراسة على كسل.. أصبحت معلمة في رياض الأطفال .. صدقا.. لن أعتب على استهتار طلابنا أو تدني مستوى ثقافتهم وقلة وعيهم، ما دام ذاك المدرس الذي قيل فيه «قم للمعلم وفّه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا» قد اندثرت صورته ولم أرها رغم كبر سني، سوى في الدكتور خالد الصالح والدكتور صلاح أحمد رمضان.. همسة: حينما قررت شركة أبل وضع شعار -التفاحة المعضوضة- كانت تقصد أنه لا يوجد شيء يصل إلى الكمال، ولم تقصد افتقار المؤلف لمفردات بحرف الضاد، ونسيانه كلمة «عظام».