حذر عضو الجمعية التاريخية السعودية، المؤرخ علي الدرورة، من انهيار قلعة جزيرة تاروت التاريخية، في محافظة القطيف، في أي لحظة، «لكثرة التصدعات، التي ضربت جدرانها نتيجة الإهمال الذي تتعرض له، وعدم صيانتها، أو ترميمها منذ أكثر من عقدين»، مطالباً بالتحرك الفوري لترميمها وحمايتها من السقوط. وقال ل»الشرق»، إن القلعة التي بناها التاروتيون في فترة الحكم العيوني قرابة عام 480 هجرية على ربوة أثرية قديمة جداً تعود إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، باتت معرضة حالياً للسقوط في أي لحظة، بعد أن اتسعت رقعة التصدعات فيها، وازدادت بشكل ملحوظ، وبدأ يتساقط من جدرانها الحصى والحجارة. وذكر أن القلعة تعرضت لعملية ترميم جزئية سنة 1984 ميلادية، وتوقف العمل في تلك السنة فجأة دون أن تستكمل، لأسباب لا تزال مجهولة، وتركت على حالها منذ ذلك الحين وحتى اليوم، دون أن تتحرك الجهات المعنية، رغم كثرة المناشدات والمطالبات، لافتاً إلى أن تاريخاً يمتد ألف عام، ينتظر الزوال في أي لحظة بسبب الإهمال. وأشار الدرورة إلى أن القلعة بنيت لحماية المنطقة من الغارات والغزو والحروب، وكانت تتخذ كمقر عسكري عبر حقب التاريخ، وتقع فوق آثار تاريخية بارزة في حي الديرة الأثري، وعلى إحدى جنباتها عين تاريخية وحمّام أثري أزالته البلدية قبل سنوات، لافتا إلى أنه يمكن مشاهدة تلك الآثار التي تمتد لآلاف السنين بالعين المجردة. وكان مدير مكتب الآثار في المنطقة الشرقية، عبدالحميد الحشاش، أوضح ل»الشرق»، في تصريح سابق، أن هيئة السياحة والآثار تجري مفاوضات مع فريق بريطاني متخصص للتنقيب في عدد من المواقع الأثرية في المنطقة الشرقية، بينها قلعة تاروت الأثرية ودارين ورأس قريا وثاج وغيرها.