شبهت أستاذة الترجمة في جامعه الملك سعود، أنعام بريمان، الشعراء بالملحنين، والمترجمين بالعازفين، الذين يعزفون الآلات الموسيقية، كلٌ حسب مهارته وإحساسه، مؤكدة إمكانية ترجمة الشعر إلى لغات مختلفة. وقالت بريمان، خلال لقاء أقامه بيت الشعر في النادي الأدبي في الرياض مساء أمس الأول (الأربعاء)، عن «ترجمة الشعر بين الممكن والمستحيل»: إن «المترجم هو فنان ينبغي عليه أن يتحلى بروح الفن ليتمكن من ترجمة أسلوب الكاتب وروحه، فاللغة ليست مجرد ألفاظ بل تعابير اصطلاحية، ونقاط دقيقة في التركيب». وأوضحت أن النص المترجم ليس بالضرورة أن يكون أفضل من النص الأصلي، ويمكن أن يكون أفضل منه في بعض الأحيان، مشيرة إلى أن المشكلة هنا تكمن في الاستعجال في الترجمة، بالإضافة إلى بحث بعض المترجمين عن الكمال، فيخافون، ثم يحجمون عن الترجمة. وفضلت بريمان استخدام كلمة «تحديات» تواجه الترجمة، بدلا من «مشكلات»، ملخصة تلك التحديات في: نظام الصوت، خصوصا إذا كانت الترجمة بين لغتين من عائلتين مختلفتين، والبحور العربية والإنجليزية، والتعابير الاصطلاحية والانسجام بين الألفاظ، إضافة إلى عدم وجود معانٍ لبعض المفردات نتيجة لاختلاف الثقافات، مثل كلمة «عم» و»خال»، اللتين لهما كلمة واحدة في اللغة الإنجليزية، كما استشهدت بعبارة «خبز أمي» لمحمود درويش، الذي يقصد منها الخبز الفلسطيني بالتحديد، وليس الخبز الذي يعرفه القارئ الأجنبي. وكذلك عبارة «يدنس عرضه»، التي تحتاج إلى شرح مطول كي يصل المعني للقارئ. وقسّمت بريمان أساليب ترجمة الشعر إلى ترجمة حرفية، ووزنية، وتفسيرية، وترجمة بتصرف، التي تسمح للمترجم بالتأليف.