تابعت «الشرق» أوضاع حي الناصرية في الدمام، في محاولة لرصد ما استجد في الحي منذ التقرير الميداني الذي تم نشره في يناير الماضي، أي قبل نحو سبعة أشهر، ومعرفة ما إذا طرأ تقدم في الخدمات البلدية في الحي الذي يضم كثافة سكانية كبيرة نسبة إلى مساحته الصغيرة. ورصدت «الشرق» بطء سير أعمال المشروعات الخدمية في الحي، حيث مازال كثير من الشوارع التي تجرى عليها عمليات صيانة وتجديد وإعادة سفلتة متأخرة عن مواعيد إنجازها، إلى جانب رصد كثير من الأرصفة متكسرة قبالة منازل السكان. فيما لايزال محل بيع أسطوانات الغاز متربعا وسط الحي، قريبا من الجامع والمدرسة الابتدائية. بدورها وجهت «الشرق» استفسارات لأمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله عايش العتيبي، لتعليقه على تباطؤ مشروعات الخدمات في حي الناصرية، وتأخر المقاول المتعهد بتنفيذ أعمال السفلتة والترصيف في الحي عدة أشهر دون إتمام العمل، الأمر الذي ألحق أضراراً كبيرة بسكان الحي الذين باتوا متذمرين من هذا التأخير. وأوضح المهندس العتيبي أن الأمانة عمدت منذ فترة إلى تنفيذ برنامج يهدف إلى تطوير الأحياء القديمة في المنطقة، وكان حي الناصرية أحد الأحياء المرصودة في البرنامج، مشيرا إلى أن التكلفة المرصودة للبرنامج تقدر بثلاثة ملايين ريال سنويا، كما أشار إلى زيارته شخصيا للحي مرتين للاطلاع على سير العمل، لافتا إلى أن الأمانة كانت تفكر في سحب المشروع من المقاول نظرا للتأخر الكبير في تنفيذ الخدمات، إلا أنهم ارتأوا التمديد له، معتبرا أن سحب المشروع من المقاول القديم وإرساءه على مقاول جديد «من الممكن أن يضر أكثر مما ينفع، حيث يتطلب ذلك وقتا إضافيا قد يدفع إلى زيادة تأخر أعمال الصيانة في الحي أكثر مما هو حاصل». «الشرق» استطلعت آراء عدد من سكان «الناصرية» عن الأوضاع الحالية التي يعيشونها في الحي، حيث تحدث أبو خليفة الدوسري قائلا «أتعجب من إهمال المقاولين القائمين على صيانة الحي، وكأن المنطقة تحت الإنشاء وخالية من السكان، وذلك لتباطؤهم الشديد في إنهاء تحسين الأرصفة والشوارع التي استغرقت شهورا طويلة»، وأضاف «أتمنى أن لا تمتد الفترة المتبقية لإنجازها لتصل لسنوات بدلا من عدة شهور فقط». من جهتها، اعتبرت أم بدر أن الوضع في الحي «أصبح لا يطاق»، وقالت «كأن قنبلة ضربت الساحة المقابلة لبيتنا حينما ننظر لأعمال الحفر والتكسير، والمشكلة أننا على هذا الوضع منذ شهور، ولا نعرف متى ينتهي هذا الوضع الكئيب». أما مها الشمري فتساءلت «إلى متى كل هذه العشوائية والتأخير؟ لا إنجاز سريع ولا إتقان في العمل»، وأضافت «كانت الأرصفة والشوارع لا تشكو من أي شيء، فقط قاموا بتكسيرها ورحلوا». وتحدث المواطن سامي الخالدي ل «الشرق» بقوله «أود أن أشكر لكم جهودكم في متابعة أحوال حينا من فترة لأخرى، وهذا هو الدور المطلوب من الصحافة»، وأضاف «الحفريات في حينا أضرتنا كثيرا، وهذا الوضع قد طال كثيرا، وقدمنا شكوى للمسؤولين ولكن لا حياة لمن تنادي، لم نستفد من هذه الحفريات غير إخراج الحشرات من مخابئها لتملأ منازلنا». أما المواطنة أم سالم النصار فبينت أنها تمنع أطفالها من الوقوف أمام باب البيت بسبب انتشار الحفريات خوفا عليهم من السقوط، وقالت «أهملونا شهورا طويلة دون جديد، أصبح منظر الشارع مقرفا جدا، هل هذا إصلاح أم تدمير؟». وأكد المواطن مشعل عبدالحكيم الشبرمي أنه بقي ثلاثة أشهر ليكمل الحي عاما كاملا على وضعه الذي وصفه ب «الخرابة»، وقال «رصّف المقاول جزءاً صغيراً أمام منزلنا ولم يكمل الباقي، إضافة إلى ما تركه من مخلفات لم يقم بإزالتها لشهور عدة»، وتساءل «أين البلدية عن متابعة سير العمل والتدقيق على ما يتم إنجازه من أعمال خدمية في المنطقة؟». مشعل الشبرمي يشير إلى النفايات التي أهملها مقاول المشروع مها الشمري تواجه صعوبة في الخروج من منزلها