انباؤكم - د. راكان حبييب في كل مرة أفكر في الكتابة عنها ، أتردد وأقول لنفسي أنتظر ( شوية ) حتى يكتمل عمرها عام واحد. ولم يخب ظني ، إذ بلغت عام واحد وزيادة شهرين. نعم إنها مناسبة تستحق الإحتفال حتى لو عارضني البعض وقال : لا يجوز!! فأنا هنا لا أتحدث عن مشكلة وقعت في الحي الذي أسكن فيه فقط ، ولكن لأن لها أمثلة مشابهة في أي مدينة سواء كانت الرياض أو الدمام أو أبها أوالطائف.فعندما يبدأ الحفر في أحد شوارعها ،ففي الغالب لا ينتهي العمل من ردمها إلا بعد فترة. وكأن المقاول كان يبذل خلالها قصارى جهده ليتأكد من حصول الضرر للسكان .. كأن يقع انسان فيها أو تحدث وفاة واحدة بسببها. في شهر رمضان من العام الماضي بدأت إحدى شركات المجاري حفرية طولية لا تزيد عن( 300 م ) في شارع الإمام مسلم بحي البساتين. ولم تُردم الحفرية إلا في شهر شوال. ولا أحد يعلم هل أكملت العمل أم لا خاصة أنها كانت قد أوقفت العمل عدة مرات.. وبعد ذلك تركت الرصيف والشارع في حالة يرثى لها ولم تعدهما إلى حالتهما الأولى.وقد يظن أحد ما أن العمل كان يتطلب مثل هذه المدة ولكن في حقيقة الأمر كان عملاً بسيطاً كان يمكن أن يقوم به يقبل أجهل المقاولين وهوعبارة عن ( مد مواسير)مع العلم أن النصف الآخر من الشارع لم يبدأ فيه العمل بعد. عندما تفشل شركة مقاولات في إتمام أعمال المشروع الذي رسي عليها. وعندما تستمر في التأخير وتعطيل الحركة في الحي ، يحق للسكان أن يسألوا أين الجهة المسؤولة صاحبة المشروع وزارة المياه ؟ فقد تضرر سكان الحي من تكسير الشوارع وترك الحفريات مهملة عدة شهور وتعريض السكان خاصة الأطفال للخطر. وتضرروا أيضاً من تعدي هذه الشركة على حديقة الحي وتخريب تربتها . ورغم ذلك فالشركة الآن لازالت تعمل في الحي منذ عامين تقريباً ولم تكمل بقية أعمالها لكنها بدون شك تركت آثارها التخريبية فيه ظاهرة على خرائط القوقل. صحيح أنها مسألة حفرية بسيطة، ولكن عندما تأخذ كل هذا الوقت فإن الأمر ليس ببسيط . بل أنه يعكس ظاهرة سلبية تعيشها الجهة المسؤولة عن المشروع. تتمثل في ضعف المراقبة والمتابعة إما لضعف في قدرتها أو لعدم الرغبة في المتابعة.وهذا يعني عدم الإهتمام بمتابعة معاناة المواطنين وعدم السهرعلى تخفيف المعاناة التي أقلقت راحتهم.فقد كتبت صحيفي الحياة والوطن في مثل هذا الشهر من العام الماضي (27 / 11 / 1429ه) عن هذه المعاناة. لذلك عندما تغلق هذه الشركة حفرية واحدة كيفما كان ، فإنه إنجاز عظيم!! يستحق الإحتفال به ويستحق الدخول به في موسوعة جينيس. [email protected]