أول مايلفت نظرك عندما تتجول في مدينة الرياض هو إعادة تأهيل الأرصفة وتجميلها ( للمشاة ) ولا أدري أنا أين المشاة بالمدينة في أجوائنا الأوروبية؟. وقد رصدت لها الملايين لتزيينها بأجمل واغلى أنواع البلاط ، مع العلم بأنها سوف تنقض إن لم يكن بعد أشهر فلا أظن بأنها تزيد عن سنة وذلك لسببٍ واحد وهو أنه يتم تطويرها بدون دراسة مسبقة لحاجة هذا الشارع أو ذاك الطريق لهذا التصميم الخاص من الأرصفة . وعلى النقيض لا يمكن أن ترى شارعا من شوارع العاصمة سالما من الحفريات ، وأصبحت الحفرية من علامات التوصيف لأي مكان تنشده داخل المدينة للأسف. ومما أضحكني ذات مرة أني سمعت أحد الشباب يبارك لآخر فسألت على ماذا فقال بارك للرجال حفروا شارعهم، وياليتنا على الحفريات وتنتهي بل تبدأ المعاناة بعد ردم الحفرية... لماذا؟ لأنه سوف يعاود حفرها مرة أخرى وهي تذكرني بمثل مصري مشهور: (من يشرب من مية النيل يرجعله تاني) وهذه الحفريات بشوارعنا ما أن يتم ردمها إلا وحفرت بعد اسبوع أو بعد شهر وقد تحفر وتترك أشهراً بلا ردم والشواهد كثيرة ويكفي منها الرجوع إلى تسجيل البلاغات على الرقم المبجل (940). سبحان الله!! يحس المواطن أن هناك علاقة وثيقة وعاطفية بين المقاولين وحفرياتهم رايحين رادين عليها وكأنهم يشتغلون ببلاش لوجه الله. أكيد ما دامت عين الأمانة للأسف نائمة بالعسل. والجميع يعلم بأن هناك إدارة تشغيل وصيانة الطرق وتصريف السيول تابعة لكل أمانة منطقة، ولكن أنا والبعض أيضا نتساءل ماهو دورها إذا كان جميع أعمال الصيانة يقوم بها المقاول. فماذا يعمل المهندسون والمشرفون بهذه الإدارة ما دام لا يوجد آلية واضحة وصارمة لتسليم اي مشروع صيانة (حفريات). فهي إحدى ثلاث إما لا يوجد تسليم مشاريع الصيانة بالأمانة أو أن هناك خللاً في مهارات وقدرات العاملين في إدارة الصيانة. أو شيء آخر لا بد من اكتشافة من المسئولين. وبقدر ما نشيد ببعض الأعمال التي تقوم بها أمانة الرياض، وأخص منها تشييد الساحات الجميلة بالأحياء بقدر ما نجد المواطن يمتعض ويتذمر في كل مرة يخرج فيها بسيارته الى اقرب مشوار إن لم يكن يدعو ويتحسب على المتسبب في إتلاف سيارته، ( ويا بخت اصحاب الورش). وأنا اتساءل من هنا.. هل المسئولون بالامانة لا يستخدمون سياراتهم بالرياض وهل يوجد لهم وسيلة نقل أخرى لذا لا يرون أي خلل في أعمال المقاولين. ويسمعون أن شوارعنا ولا احلى. أنا أناشد سمو أمين منطقة الرياض حفظه الله وهو رجل مخلص لمدينته بإذن الله، أن يأخذ جولة في بعض أحياء الرياض ليرى بأم عينه إخلاص العمل في إنجاز المشاريع وسفلتة الشوارع بعد الحفريات، ولكن بشرط يخرج بسيارته ليحكم بنفسه ويعيش معاناة المواطنين من هذه المشاريع المزيفة ومنها سيعرف مستوى المسئولين الذين وضع الثقه بهم.