طالب المفحط الشهير ب «سكوتر» بتقنين هواية التفحيط من خلال توفير حلبات مخصصة لممارسة هذه الهواية في المدن والمحافظات الكبرى، تتوفر من خلالها كافة وسائل السلامة للشباب وهواة الاستعراض والسباقات، وقال: «عند توفير هذه الحلبات المخصصة ستتوقف الظواهر السلبية لممارسة التفحيط تلقائيا». وأكد «سكوتر» في حوار مع «الشرق» أنه عازم على التوقف عن ممارسة التفحيط فور خروجه من السجن، والابتعاد عن هذا المجال الذي قال: إنه «مجال متعب نفسيا وجسديا، ولكننا نضطر إليه لغياب البدائل في التنفيس عن الطاقات»، مشيرا إلى أنه يفكر بالزواج والاستقرار، وأنه سيسخر وقته وجهده لأسرته. وتتنامى ظاهرة التفحيط بين الشباب في مختلف المدن والمحافظات، بينما يكثر الحديث عنها والتطرق إليها في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ومع تعدد الطرح في الحديث عن هذه الظاهرة، والتطرق للحلول، ومساهمة الجهات المسؤولة في وقفها، تزايد ظهور عدد من محترفي التفحيط في محافظة الجبيل الذين حازوا شهرة واسعة أمثال (مطنوخ، شامخ، سكوتر) وغيرهم، ممن استحوذوا على جمهور واسع بين المراهقين والشباب في حلبات التفحيط. وتمكنت السلطات الأمنية من إلقاء القبض على أوسعهم شهرة في المنطقة الشرقية، الذي عرف بلقب «سكوتر»، حيث نجحت دوريات مرور محافظة الجبيل مؤخراً بعد وضعه تحت متابعة دقيقة في القبض عليه أثناء ممارسته التفحيط في أحد شوارع المحافظة، فيما أشار مصدر أمني إلى أن 55 مخالفة مسجلة في المرور حررت باسم هذا المفحط. وعُرف عن «سكوتر» الجرأة، وتعدد الحركات الاستعراضية الخطيرة التي يؤديها، حيث أكد ل«الشرق» أن سبب عدم خوفه من أدائها يكمن في تركيزه على الجمهور والمشجعين الذين يحتشدون حوله في ساحة التفحيط. وذكر «سكوتر» الذي يبلغ من العمر عشرين عاما، أنه بدأ التفحيط في سن ال17، حيث لم يجد متنفسا للترفيه والمتعة والهروب من الضغوطات الاجتماعية إلا من خلال التفحيط، حسب قوله، مضيفا أن أحد أصدقائه – يملك خبرة في هذا المجال – هو من علمه قواعد وأسس التفحيط، وقال: «كثيرا ما يتولى المفحطون المخضرمون تعليم المستجدين في هذا المجال، وشرح أسرار التفحيط لهم، وكيفية تجهيز السيارة، وكيفية أداء الحركات الاستعراضية في الحلبة. كما أننا نقوم بتقديم المساعدة اللازمة للمستجدين سواء بالتشجيع أو التعزيز أو الإلهام بالأفكار». وأضاف «سكوتر» أنه كان يخصص سيارة مجهزة للتفحيط، مشيرا إلى أنه خسر أكثر من سيارة بسبب حوادث وأضرار ناجمة عن التفحيط، وقال: إن أكثر المشاهد التي تؤثر فيه عندما يرى حالة وفاة أو إصابات خطيرة بسبب حوادث التفحيط، وأضاف: «كلما أشاهد حادثا أقرر التوبة والابتعاد عن هذا الطريق، ولكن قوة تأثير الجماهير والمشجعين تجبرني على العودة للحلبة». ويرى «سكوتر» أن أهم أسباب استمرار التفحيط، خصوصا في محافظة الجبيل، وجود المعززين الذين يصرفون بسخاء على المفحطين وعلى سياراتهم، كما يرى أن الفراغ، وعدم وجود أماكن مخصصة للشباب، تعد من أبرز الأسباب الرئيسية التي تقف خلف هذه الظاهرة. فيصل العتيبي من جهته، أبدى المنظم الاجتماعي ومدير مركز وفاق للاستشارات الأسرية فيصل العتيبي، استغرابه ممَن يتحدثون عن موضوع التفحيط والمفحطين «وكأنهم يتحدثون عن كائنات فضائية أو نتاج طفرة جينية»، حسب وصفه، مؤكدا أنهم أبناؤنا، وأنهم يمارسون هواية قد يكون كثيرٌ من المتحدثين عنها، أنفسهم، قد مارسوها أو تفاعلوا معها بشكل أو بآخر في مرحلة معينة من حياتهم. وأضاف: «لست هنا لأقلل من خطورة هذه الظاهرة أو تداعياتها المأساوية على حياة الناس وممتلكاتهم، ولكنني أريد أن ننظر إلى الموضوع، ونضع له الحلول دون تشنج». وقال العتيبي: «إذا نظرنا إلى المفحطين فإننا نجدهم غالبا في سن المراهقة أو أكبر بقليل، وإذا علمنا أن سيكلوجية المراهق تتصف بالجرأة، وحب المغامرة، وعدم احتساب وتقدير المخاطر، وحب المفاخرة على أنداده، فإننا نستطيع أن نتفهم ما يقومون به. وهنا أقول نتفهم ولا أقول نوافق». مشيرا إلى أنه ليس من الموافقين على الرأي الذي يدعو إلى تقنين التفحيط، وعمل ساحات مخصصة له، إذ إن ذلك سيكون تشجيعا على استمرار هذه الممارسة والاعتراف بها، الأمر الذي يجعل من المفحط نجما يكون له مشجعوه ومقلدوه، وستصبح هذه الممارسة رياضة كغيرها من الرياضات التي يمارسها الشباب في مختلف الأماكن والأوقات «وهو وضع كارثي بجميع المقاييس». ورأى العتيبي، أنه من الواجب استقطاب هذه العيّنة من الشباب نحو رياضات جديدة ومفيدة تلبي تطلعاتهم، ويجدون فيها المتنفس الذي يبحثون عنه في هواية التفحيط، وقال: «ما الذي يمنع أن يكون لدينا صالات للملاكمة أو المصارعة أو بعض الرياضات التي تتسم بالخشونة والقوة والمغامرة، ويكون لها قوانينها وضوابطها».