قال المبتعث السعودي إلى الصين محمد أحمد القحطاني، إن اللغة الصينية صعبة جداً، ودراستها في حد ذاتها تعد تحدياً لأي طالب، لاسيما وأنها لغة لا تحوي حروفاً، بل تتكون من مجموعة كلمات مركبة يطلق الصينيون عليها اسم(خان زو)، ونسميها نحن العرب(خنزات) يزيد عددها عن عشرين ألف (خنزة) أي كلمة ونحن كمبتعثين سعوديين نسميها (شخبطات)». وأضاف «جرى العرف عند الصينيين أن يبتكروا لكل غريب اسماً مقارباً لاسمه الحقيقي، إلا أنهم يشترطون كونه منتمياً إلى لغتهم الأم، يرجع هذا طبعاً إلى تمسكهم واعتزازهم الشديد بلغتهم، وثقافتهم»، ولا يعني تقبل المبتعثين للأمر قلة تمسك القحطاني وزملائه المبتعثين بهويتهم السعودية، ولكنهم يقدرون صعوبة نطق أسمائهم العربية بالنسبة إلى الصينيين. ويبدأ محمد يومه الصيني بطريقة صحية، اكتسبها من الاختلاط بالشرق آسيويين الذين يصف حياتهم بالصحية، حيث يستيقظون باكراً منذ الساعة الرابعة فجراً، فيشربون كأس ماء دافئ فور مغادرتهم الفراش، ثم يمارسون الرياضة، ومن المألوف رؤية الناس هناك يتجولون في الأحياء، لممارسة الرياضة حتى قبل شروق الشمس، فأعجب بنمط حياتهم، وصار يتمثله هو أيضاٍ بشكل يومي. ثم يحكي موقفاً غير حياته كلياً حين كان في أحد الصفوف الدراسية، حيث لاحظ أن الصينيين يدخلون الصف بروح متجددة كل صباح، رغم أنه يحضر -حسب قوله- وهو مفتقر إلى ذات النشاط، حينها لفتت أستاذته نظره إلى أمر لم يكن يدركه، سألته إن كان يستيقظ متأخراً، قبل دخول الفصل مباشرة، واقترحت عليه الاستيقاظ قبل الفجر، وكانت تجربة يصفها محمد بالمميزة. ويسخر القحطاني من كسل زملائه في السكن، الذي أوصل أحدهم إلى الاستعانة برجل صيني لغسيل ملابسه وترتيب غرفته، ويعبر القحطاني أو (كاتاني) عن سعادته بتجربة الابتعاث إلى الصين بكامل مواقفها، وتفاصيلها.