عرفت بتواضعها وأريحيتها، وإيمانها القوي بالله، نالت درجة الدكتوراة في علم المناعة من جامعة كينغز كوليج البريطانية، لتعود للعمل في المملكة، قبل أن تقرر الإقامة من جديد في بريطانيا مع زوجها البريطاني المسلم. تلك هي الباحثة والأم والزوجة الدكتورة إلهام أبو الجدايل. أبو الجدايل التي ولدت في مدينة جدة عام1959م، عملت في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة في بداية ممارستها مهنة البحث الطبي، كاستشارية مناعة في شعبة علم الأمراض، وكان من واجباتها إنشاء وحدة لعلم المناعة التشخيصي، وتصنيف الأنسجة باستخدام أساليب علم المصول والطرق الجزيئية مثل تفاعل السلسلة المتعددة الأجزاء والأعضاء لزراعة الكلى ونخاع العظم، والإشراف على برامج عضوية الكلية الملكية لعلم الأمراض في المستشفى . ونشرت الدكتورة إلهام أبو الجدايل 14 دراسة تضمنت أوراقا وملخصات في مجلات مراجعة من قبل النظراء لها في مجال الأبحاث الطبية، واستطاعت أبوالجدايل أن تحقق اكتشافا طبيا مذهلا إذ تمكنت من الكشف عن الطريقة الثورية، لتحويل خلايا الدم من أشخاص بالغين إلى خلايا جذعية أصيلة، ظهرت بمحض الصدفة أثناء حدوث خطأ في إعداد بعض الاختبارات على عينات من كريات الدم البيضاء، وتقول عن تجربتها» كنت أحاول قتل خلايا سرطانية من كريات دم بيضاء، لكنني في ذلك اليوم لم أضف مادة تساعد على قتل الخلايا، ثم لاحظت أن الخلايا بدأت ترجع في تطورها إلى الوراء وتتحول إلى خلايا جذعية، ذهلت وحاولت أن أكرر نفس التجربة عدة مرات، ولم تتغير النتيجة في كل مرة، وأدركت أن ما أفعله بالفعل هو تحضير خلايا جذعيه في أنابيب « مؤكدة أن طريقتها ستضمن توليد خلايا أصيلة تتخصص فيما بعد لتعويض الخلايا التالفة، بسبب الأمراض المستعصية، وأنها ستمكن العلماء من علاج السرطان والإيدز والسكري. وبذلت جهودا حثيثة لإقناع العلماء بطريقتها، وأعلنت أن الدم يمكن أن يؤخذ من أي مريض، ويعالج، بهدف إنتاج خلايا جذعية جديدة، لا يستغرق توليدها سوى عدة ساعات، ثم يعالج المريض المصاب بالسرطان مثلا، بالأدوية والجرعات الإشعاعية التي توجه لتدمير خلايا نخاعه العظمي والقضاء على السرطان، ثم تدخل نحو النخاع العظمي لمعالجة الخلايا الجذعية. أبو الجدايل لم تخف دعم أسرتها لها ومساعدتها في بلوغ ما وصلت إليه،حيث تقول « لا أخفي سرا إن قلت إنني حققت الكثير من أحلامي وذلك بفضل الله ثم مساندة أهلي ووقوف زوجي بجانبي وأخص بالذكر والدي رحمه الله الذي كان حريصا على تعليمي ووالدتي الغالية التي ترعى أطفالي عندما أكون مشغولة جدا في عملي.