كشفت مصادر كردية مطَّلعة أن الرئيس العراقي جلال طالباني سيطرح خلال الأيام القليلة المقبلة مبادرة سياسية جديدة تعيد قراءة مضمون جميع المبادرات المطروحة، وذلك قبل بدء الاجتماع الوطني الذي دعا إليه لحل الخلافات بين الفرقاء السياسيين. وقالت المصادر ل «الشرق» إن الرئيس طالباني قام بتأخير موعد عودته إلى بغداد حتى ينتهي من مشاورات تتعلق بهذه المبادرة يجريها مع أطراف كردية تشمل قيادات حزبه الاتحاد الوطني الكردستاني والمجلس المشترك لحزبه مع حليفه الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود برزاني. وبحسب المصادر، قدَّم حزب طالباني خلال اجتماع قياداته خارطة طريق لحل الخلافات مع الحكومة الاتحادية بعد سلسلة اجتماعات استمرت نحو عشرين ساعة، وتم خلالها بحث الأوضاع السياسية في العراق وكردستان والمنطقة. وخلال الاجتماع، شدد طالباني على أن الطريق الوحيد لمعالجة المشكلات التي تشهدها البلاد هو الحوار الوطني المسؤول، داعياً إلى حوار يختلف عن الحوارات السابقة ويحدد الجروح العميقة لمعالجتها. كما دعا إلى الاتفاق على أسس خارطة طريق مشتركة لمعالجة المشكلات بين أربيل وبغداد، محذراً من أن منطقة الشرق الأوسط تشهد مرحلة تحول وواصفاً الأوضاع ب «حساسة جداً وتحتاج إلى التعامل معها بصورة حكيمة، على حد قوله. وفي سياقٍ متصل، أكدت ذات المصادر الكردية أن الرئيس طالباني يعمل على ضمان حضور جميع القيادات السياسية لأعمال هذا الاجتماع الخاص بمبادرته الجديدة بعد وضع جدول أعمال متفق عليه من الجميع. وكان زعيم القائمة العراقية إياد علاوي أكد في اتصال هاتفي مع الرئيس أنه لن يكون شاهد زور على هذا الاجتماع، في إشارة منه إلى رفضه تعديلات أدخلها نواب ائتلاف «دولة القانون» على عمل مجلس السياسات الإستراتيجية الذي من المفترض أن يتسلم هو منصب أمينه العام، إضافةً إلى رفضه قرار إعدام نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي باعتباره «سياسيا بامتياز»، على حد وصفه. من جانبه، عدَّ النائب المستقل كامل الدليمي، مبادرة طالباني الفرصة الأخيرة لإنقاذ العملية السياسية من «منزلق خطير». وأضاف «في حال فشل الرئيس في مهمته سنذهب إلى المجهول»، لافتاً إلى عزم جميع السياسيين على إنهاء الأزمة لما تشهده المنطقة من اضطراب و»بالتالي فإن الوحدة الداخلية هي الهم الأول في حسابات السياسيين»، على حد قوله.