قررت بعض الصحف والمجلات الغربية التي تعاني من انخفاض في نسبة توزيعها أن تسلك أقصر الطرق لجذب القراء من خلال نشر الرسوم المسيئة للرموز الدينية للمسلمين،فنشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- كفيل بلفت الأنظار إلى تلك الصحف وتدفق أموال المعلنين عليها ،وهذه الانتهازية التي تمارس من قبل بعض الصحف الأوروبية باسم حرية الرأي والتعبير ليست بجديدة، فقبل عدة أعوام نشرت صحيفة دانماركية محدودة الانتشار رسوما مسيئة لسيد الخلق مما استفز مشاعر المسلمين فخرجت المظاهرات الغاضبة و المنددة بالرسوم المسيئة في مناطق مختلفة من العالم مما ساهم في شهرة الصحيفة ووصولها إلى العالمية ،ومع استمرار هذه الحملات المسيئة للدين الإسلامي بحجة حرية التعبير بات المسلمون ومقدساتهم عرضة للتشويه والهجوم عليها من قبل المتطرفين والانتهازيين الباحثين عن الشهرة والمال. ومن المثير للسخرية أن التغني بحرية الصحافة والإعلام ورفض تقييد حرية التعبير يختفي عند الحديث عن جرائم اليهود وابتزازهم للعالم سياسيا واقتصاديا بأسطورة المحرقة «الهولوكوست» المزعومة التي تثار حولها الشكوك ، فالقوانين الأمريكية والأوروبية صارمة فيما يتعلق بقانون معاداة السامية وتعاقب كل من ينكر أو يشكك بالمحرقة بالسجن أو الغرامة ،وقد تعرض عدد من الكتاب والمثقفين الأوربيين كالفيلسوف والمؤرخ الفرنسي الراحل روجيه جارودي والمؤرخ البريطاني ديفيد ارفينج لأحكام بالسجن على أثر إدانتهم بمعاداة السامية و بإنكار المحرقة النازية لليهود ،على الرغم من أن هذه الآراء تندرج تحت مسمى حرية الرأي والتعبير ،فأين ذهبت حرية التعبير التي تستميت النظم الغربية في الدفاع عنها ؟وأين ذهبت مطالبتهم باحترام حرية المعتقد ونبذ العنصرية وعدم كراهية الآخر بسبب دينه أو لونه؟ علينا التصدي لهذه الهجمات الشرسة والمتكررة على الإسلام والمسلمين ووأدها من الأساس من خلال المطالبة بإقرار قوانين دولية تجرم ازدراء الأديان و تتصدى لكل من يهاجم المسلمين ومقدساتهم أسوة باليهود، فالمسلمون هم المتضررون الرئيسيون من القوانين التي تجرم معاداة السامية، ومن القوانين التي تكفل حرية التعبير في الوقت نفسه، فبينما تتكفل قوانين معاداة السامية بابتزاز العالم والضغط على الدول الكبرى من أجل تجاهل الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، تتكفل قوانين حرية التعبير بمنح المتطرفين والباحثين عن الشهرة الضوء الأخضر للتطاول على الإسلام ورموزه.