يوم الوطن الموعود

سبحانَ من أسرى بِحُبِّكَ في دمي
فتَسابقَتْ آياتُ مجدِكَ في فمي
آتيكَ أمتاحُ الجَمالَ مُتَيَّماً
وأعودُ، مهما نِلْتُ، بالقلبِ الظَّمِي
آتِيك يا فرداً تَعَمْلقَ بالسَّنا
في يومِك المَوعُودِ بالخيرِ الهَمِي
من ماءِ شرقك تَستحمُّ سواعدٌ
وبماءِ غربِك كُلُّ همِّي يرتَمِي
وعلى سهولِك كم تغنَّى سادةٌ
أهدَوا لهذا الكونِ حُلمَ الأنجمِ
وعلى جبالِكَ تستَجيرُ ملاحمُ
أعطتْ شُموسَ النُّور في الليل العَمي
وهنا السواحلُ وشوشتْ خُلجانَها
تدعو المَراكبَ تَستَدِلُّ بمَعلمِ
وتَحِنُّ واحاتُ النَّخيلِ لعاشقٍ
طابَ المقامُ لربعِهِ في مَخيمِ
آتيكَ يا حُلمَ الحَياةِ صَبابةً
تُلْغِي بسُكَّرِها ضُروبَ العَلْقَمِ
وطني بنَجدِكَ أَستعيدُ مَطامِحي
وأُعيدُ للتاريخِ عِشقَ المُتْهِمِ
وطني حَملتُكَ في فضائي سورةً
من فيضِها دانَ الزمانُ لمُلْهِمِ
فانساقتِ الدُّنيا تُردِّدُ هَديَهُ
ويفوزُ من لبَّى بقَلبٍ مُسْهِمِ
دانتْ رمالُك للرِّجالِ فَوَحَّدُوا
أحلامَنا، وتَسَابَقُوا للمَغْنَمِ
وطني يهيمُ الغيمُ فيكَ فيَنْتَشي
جَدبُ الفيَافي من عَطاءِ الأسْحَمِ
وتَرِقُّ أزهارُ الرُّبى بِفَراشِها
وتنَامُ في حُضنِ المُحبِّ الأَكْرَمِ
وطني تَذُوبُ الرُّوحُ في إِيمانِها
تَستَذكِرُ الماضي بقَلبٍ مُحْرمِ
وتَلُوذُ بالأمجادِ في مِحرابِها
تَزهُو بِها يوماً، ويوماً تحتَمِي
يا أجملَ الأوطانِ يا تَاجَ السَّنا
يا خيرَ أرضِ اللهِ أغنى مَنجَمِ
لكَ في الذُّرى سِيَرٌ يَحارُ رواتُها
في كُلِّ شاهِدةٍ تُشِيرُ ومَعلمِ
يا مَوطنَ الأحلامِ في إِزْهارِها
نَحْمِي ثَراكَ بِساعدٍ وبِمِعْصَمِ
نهواكَ في اليومِ الجليلِ ونَستقي
ذِكْرَ الأُبَاةِ فَطِبْ لنا، وَلتَسْلَمِ
نَهواكَ يا دارَ الرسالةِ والهُدى
مَسرى الرَّسولِ إلى المليكِ الأعظمِ
تزهُو بحبِّكَ أحرفي ومَشاعِري
يَدعُو بِها قَلبِي ويَتْلُوها فَمي