الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. في الذكرى الثانية والثمانين لاستكمال مسيرة توحيد المملكة على يدي المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه- الذي جمع بإيمانه وحكمته شتات هذه الأمة بعد فرقة على هدي من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، تغمر قلوب أبناء الوطن الأوفياء مشاعر الاعتزاز والفخر لما تحقق من معانٍ كريمة للتلاحم بين القيادة والشعب الأبي الذي عرف بقيم الوفاء والنبل والتمسك بالشيم والقيم الأصيلة، ولا يستغرب على أبناء هذه الوطن الالتفاف حول قيادته الرشيدة في مختلف الظروف بفضل التمسك بالإسلام ومبادئه والتي جاءت لتكون هدى للناس ليعبدوا الله على بصيرة وليعمروا أرضه بالطاعات والأعمال الصالحة. ففي مثل هذه المناسبة العزيزة، نستذكر مآثر الرجال الأبطال، والتضحيات والجهود المضيئة التي صاحبت بناء هذا الكيان العملاق، لنعبر عما تكنه صدورنا من محبة وتقدير لهذه الأرض المباركة، ولمن كان لهم الفضل بعد الله تعالى فيما تنعم به بلادنا من رفاهية واستقرار؛ حتى أصبحت المملكة اليوم مثلاً يحتذى، ونبراساً يقتدى به في التطور والنمو في مختلف الميادين العلمية والاقتصادية والثقافية والحضارية على مدى العقود الماضية منذ أن جمع الله شمل هذه البلاد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- وأبنائه من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله وحتى العهد الزاهر لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- حيث شهدت المملكة في عهده الزاهر مشروعات تنموية لا مثيل لها في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والصحية والتعليم والتنمية الاجتماعية، وكان للحرمين الشريفين وخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار النصيب الأوفر، ومن أولى أولويات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أطلق مشروع أكبر توسعة في التاريخ للمسجد الحرام في مكةالمكرمة وتوسعة جديدة لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تضاف إلى ما سبقها من مشروعات جبارة في المدينةالمنورة التي أولتها القيادة العناية القصوى لما تمثله من عمق ديني وتاريخي للمسلمين في جميع أصقاع المعمورة.