للوطن نكهة حب لا يعادلها شعور آخر ولا يخالج النفس نحوها سوى مزيد من الحب والولاء، كيف لا ووطن بحجم ومكانة بلادنا بتاريخها ومواقفها ترسم للجميع معنى الولاء والوفاء والتفاف العامة حول قيادتهم في وقت عصيب تتعاقب فيه الفتن وينشط هواتها لزعزعة الشعوب والحيلولة بينها وبين قيادتها، سوى أن النموذج السعودي الفريد في علاقات منظومته بين القيادة والشعب يمثل مشروعاً مستداماً للتوافق والعلاقة المبنية على أسس متينة تغذيها عقيدة واحدة وعمل مشترك فالكل سواسية في مشروع الوطن وأهدافه الرامية إلى تحقيق شرع الله وصيانة عقيدته والعمل المخلص لعموم الإنسانية، فبتلك المبادئ السامية قامت بلادنا على يد جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله وواصل أبنائه البررة الملوك الكرام المسيرة متمسكين بالحبل المتين والعمل المخلص المكثف في شتى المجالات حتى غدت بلادنا ولله الحمد في مصاف الدول الأكثر تأثيرا في اقتصاد العالم حسب مشاركة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله ضمن مجموعة دول العشرين التي تصدت للأزمة المالية العالمية فكانت بلادنا محوراً مهماً في هذه المجموعة، بل وسجلت بلادنا في عهده الميمون أرقاماً قياسية في مجالات التنمية والبناء المتنوع لا سيما فيما يخدم إنسان الوطن وينمي مقدراته حيث أطلق يحفظه الله برامج الابتعاث الواسع وغير المسبوق عالمياً لاكتساب المعرفة وتنوع مصادرها عملاً لبناء وطن يرتكز في اقتصادياته على سبل المعرفة وتطويرها، وإذ نحتفل الآن باليوم الوطني الثاني والثمانين لبلادنا فنحن نحتفل بجملة إنجازات ومعطيات طالت مجمل سبل الحياة وحولت المشهد في عموم حواضر بلادنا وبواديه إلى أنموذج فريد لتوافق التنمية مع الإرادة السامية للقيادة الناصحة التي ننعم بها في هذا الوطن ونحتفل بمرور العقود من السنوات على بداية تأسيسها مؤملين دوام الخير والرخاء لبلادنا عقوداً طويلة في ظل القيادة المباركة التي يرتضيها الجميع بحب وولاء، بل ويجب في ظل ظروف محيطنا الحالي أن نكون أكثر التفافاً وولاء لوطننا وقيادتنا بالعمل المخلص والوفاء للوطن، سائلين المولى عز وجل أن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها في ظل قيادتها المباركة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله وحفظ بلادنا من كل مكروه.