تسبب نظام «ساهر» لرصد المخالفات المرورية، في حيرة جديدة لسائقي السيارات عند التقاطعات التي نصبت بجانبها كاميرات الرصد، تمثلت في عدم ثقتهم بصحة تجاوبهم مع نداء سيارات الدفاع المدني أو الهلال الأحمر في تجاوز الإشارات الحمراء، وإفساح الطريق أمامها، لا سيما عند سماع أصوات الإنذار التي تؤكد وجود حالات طارئة. وأظهر سائقون، التقتهم «الشرق» قلقهم وحيرتهم في التصرف السليم بين فسح المجال أمام الحالات الطارئة أو تركها تنتظر لحين سماح الإشارة الضوئية لهم بالمرور، كونهم إذا فسحوا الطريق لها فإن كاميرات الرصد ستلتقط أرقام سياراتهم، الأمر الذي يوجب عليهم دفع مبلغ كبير، قيمة مخالفة تجاوز الإشارة الحمراء. ورغم أن السائقين أظهروا وعيهم وإدراكهم لأهمية فسح الطريق والتجاوب السريع مع الحالات الإنسانية الطارئة، إلا أنهم أصبحوا يفكرون ألف مرة قبل إقدامهم على هذه الخطوة التي قد تكلفهم كثيرا، حسب قولهم. وقال المواطن أحمد البراهيم: «نظام ساهر يُعتبر جديدا على المجتمع السعودي، وما زالت أخطاؤه كثيرة، وترصد في الصحف. وقد رصد على كثيرٍ من السائقين مخالفات لم يرتكبوها، فكيف إذا اضطر أحدهم إلى فسح الطريق أمام الحالات الطارئة». فيما حمّل المواطن عبدالرحمن العلي، إدارة المرور مسؤولية نشر رسائل توعوية عبر القنوات التليفزيونية، والرسائل النصية، ومواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، توضح للسائق حقوقه عند وقوعه في حالات مشابهة، وقال: «لا بد أن يعرف السائق كيف يتصرف في الحالات الطارئة، لأنه في أغلب الأحيان يعمل ما يراه خيرا ثم يتفاجأ أنه مطلوب بمخالفة، وعند الاعتراض يواجه بأن النظام واضح، بينما هو لا يعلم عنه شيئا». وقال المواطن خالد علوان: «إن كثيرا من السائقين بدأوا يتخوفون من تجاوز الإشارات الحمراء بهدف إفساح الطريق لسيارات الإسعاف أو الدفاع المدني أو غيرها، لأنه إذا رُصدت عليهم مخالفات مرورية عبر كاميرات «ساهر» فلن يستطيعوا إلغاءها، ولن يتمكنوا من إثبات سبب مخالفتهم، ومن المؤكد أن ذلك يكلفهم وقتا وجهدا، وعدة مراجعات لإدارة المرور تنتهي بإلزامهم بدفع الغرامة». من جهته، قال الناطق الإعلامي في المديرية العامة للدفاع المدني المقدم عبدالله الحارثي: إن فرق الدفاع المدني في المناطق لم تسجل حالات تعثر أو عدم إفساحٍ للطريق أمامها، وأضاف «إذا حصل ذلك فسوف تدرس الحالة لمحاولة إيجاد الحلول المناسبة». «الشرق» حاولت التواصل مع إدارة المرور في المنطقة الشرقية ممثلة بالناطق الإعلامي للإدارة المقدم علي الزهراني، للحديث عن المشكلة، إلا أنها لم تجد تفاعلا منه، كما أعادت الاتصال أكثر من مرة عبر الهاتف، والرسائل النصية، وبرامج التواصل الإلكتروني، ولم تجد أي رد.