افتتح مساء أمس الأربعاء، في صالة إتيلية جدة للفنون الجميلة، معرض «المكان» الذي يضم أعمالاً ل 14 فنانا سعوديا ومصريا. ويعد هذا المعرض، الذي يستمر أسبوعين، أول معرض للفن التشكيلي في جدة هذا الموسم. ويشارك فيه طه الصبان، عبدالله حماس، حنان باحمدان، عبدالله إدريس، فهد الحجيلان، مشاعل الكليب، وشاليمار شربتلي، من المملكة العربية السعودية، ومن مصر شاكر المعداوي، عماد رزق، حسن الشرق، حسن راشد، نيفين الرفاعي، علي حسان، ومحسن أبو العزم. ووصف الفنان طه الصبان، في تصريح ل»الشرق» مشاركة الفنانين السعوديين مع زملائهم المصريين ب»الجميلة والممتعة» مبيناً أن المصريين هم من أوائل الذين درّسوهم، وسبقوهم في هذا الفن. وحول مستقبل الفن التشكيلي السعودي، أكد أنه «مخيف» موضحاً أنه لم يظهر حتى الآن أي اسم في الوسط التشكيلي ليحمل راية الفن السعودي، ويواصل ما بدأه السابقون، رغم وجود آلاف الرسامين، مرجعاً ذلك إلى أسباب عدة أبرزها قلة الممارسة، وعدم الاطلاع، وضعف الثقافة البصرية، والمشاركات السريعة والمستعجلة لعرض الأعمال، إضافة إلى محاولة إثبات الوجود من المشاركة الأولى، رافضاً في الوقت نفسه أن تكون للظروف الجارية في العالم العربي علاقة في ذلك. واختلف الفنان عبدالله إدريس، مع رأي الصبان، وقال: «أنا متفائل بمستقبل الفن التشكيلي السعودي، وأرفض القول إن مستقبله مخيف، وأعتقد أنه سيفرز إنجازات وأسماءً في المستقبل»، شريطة أن يكون لدى الفنان هدف محدد. وأضاف: «أعتقد أن الفن طالما يطور في أدواته الفنية، ويحدد أهدافه، في ظل ثورة الإعلام والاتصال، وإتاحة الفرصة للفنان الجديد للاطلاع والمتابعة، فإن ذلك يجعلنا نتفاءل بمستقبله» مؤكداً أنه لا بد أن تكون شخصية الفنان وهويته التشكيلية موجودة، وأن يبتعد عن تقليد كل ما يطرح في العالم. وبيّن أن الأحداث المحيطة بالفنان المبدع مؤثرة جدا، وتترك أثرا ومتغيرات تحاكي الواقع الذي يعيشه، مثل الأحداث العربية الحالية، مشيراً إلى أن طبيعة الزمان والأحداث تشكّل منظومة من الإبداع. وطالب إدريس، الفنان التشكيلي ببناء قاعدة جماهيرية محلية في المقام الأول، قائلا: «أرى أن الركيزة الأساسية للانطلاق إلى العالمية هي المحلية أولاً» كي يحظى الفنان باحترام في الخارج. وأوضح أن الشاب التشكيلي لا يريد أن يُتعب نفسه، لافتاً إلى أن الإعلام يُضخم الأسماء والأعمال دون وعي. أما عن معرض المكان، فقال إدريس: إن المزيج بين الفنانين السعوديين والمصريين ليس بغريب ولا جديد، وكانت تجربة متكاملة بأسماء كبيرة من البلدين. وأضاف أن الفنانين السعوديين متفوقون على زملائهم العرب، خاصة إذا ما تمت مقارنة نوعية الإنتاج بالإمكانات المتوفرة في الدول العربية، مع غياب المدارس الأكاديمية، وعدم وجود الأماكن المتاحة للفن في المملكة. وتابع «كنا نرى رواد الحركة المصرية، ونحلم بأن نرى لوحاتهم، واليوم ها هي لوحاتنا إلى جانب لوحاتهم الفنية، وبلا شك فإن اختيار الأسماء كان انتقاء جيدا، وكانت الأعمال متنوعة في اتجاهات مختلفة ما أعطى ثراءً للمعرض. وعن اسم المعرض، قال إدريس: لا يجب أن يؤخذ الاسم بشكل مدرسي، فلا يمكن أن تكون التسمية متوارية، ولا يمكن عند إطلاق اسم «المكان» أن تكون الأعمال المقدمة فيه لوحات عن الأمكنة، مع الإدراك أن رسم أي شكل معين هو بذاته دلالة على المكان. أربعة من زوار المعرض يتناقشون حول لوحة معروضة (تصوير: مروان العريشي)