غادر المبتعث إبراهيم أحمد الحائلي وطنه منذ أربع سنوات إلى مصر، بعد أن سجل مسبقا في جامعة 6 أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، والتحق بقسم إدارة نظم المعلومات(M IS)، ويخفف إحساس الحائلي بالغربة ابتعاث شقيقه معه في نفس السنة، وقرب شقتهما من أصدقائهما اللذين عثرا عليها بمساعدتهم. و يرى الحائلي الابتعاث فرصة لنقل صورة راقية تعبرعن حقيقة المجتمع السعودي، وتعرِّف المبتعث على ثقافات مختلفة، كما يعده نوعا من التغيير، إضافة إلى اكتساب مهارة الاعتماد على النفس التي يفتقدها معظم الشباب. ويعترف إبراهيم أنه أدرك بعد الابتعاث أشياء لم يكن يعرفها من قبل، ثم يضحك، و يقول:» أصلا (أم الدنيا)عرفتني على كل الجنسيات و جميع الثقافات، وكأنني تجولت في العالم العربي بأكمله، حيث التقيت أشقاء لنا من مختلف البلدان العربية». تغيرت طريقة الحائلي في تناول الطعام، فاستبدل الكبسة والمفطح ب (الفول والطعمية) من العربات فضلا عن الكشري والملوخية والبط والحمام، ثم يخبر(الشرق) باكتشافه الذي استغربه أول الأمر، يوضح» يسمي المصريون الأوصال (الكباب)، بينما يطلقون على(الكباب) عندنا (الكفتة). و يذكر أنه لم يعاصر أحداث الثورة المصرية، حيث وافق تاريخها، وجوده في إجازة بعد خمسة أيام من عودته عقب أدائه امتحاناته النهائية، لكنه لمس ضررها على دراسته، إذ توقفت الجامعات كلها فترة طويلة، واضطر هو وزملاؤه بعد عودة الحياة إلى طبيعتها، أن يتلقوا كماً كبيراً من المنهج خلال فترة وجيزة، ووقعوا تحت ضغط مزدوج، نفسياً وزمنياً. تعلق الحائلي في (أرض الكنانة) بقراءة مؤلفات الكتاب المصريين، لاسيما وأن الكتب منتشرة هناك أكثر من المألوف في السعودية. و يقضي إبراهيم معظم أوقات فراغه مع أصدقائه في ركوب الخيل باسطبلات(نادي الفروسية) ليقتل بصحبتهم الملل والروتين. ويعجب الحائلي جدا بالشخصية المصرية البسيطة في الشارع و السوق والحارة، يقول» أحب المصريين كثيراً، فهم لطفاء و خفيفو الظل، كما أنهم عفويون والدراسة مع زملاء مصريين تجربة مميزة لا تنسى، ومليئة بالمواقف المضحكة».