تنعم المملكة اليوم بخيرات جاءت نتيجة للتوحيد العظيم الذي قام به المغفور له الملك عبدالعزيز حينما وحد المملكة في عام 1932م وهو عمل نادر على مستوى الأمم التي تعيش في حالة متوترة من الأفكار الموهومة سوقت وقتها الدول العربية فكرة القوميات العربية، ورفضها بحنكة أبناء الملك عبدالعزيز واعتمدوا الدين دستوراً لهذا الوطن. وما يعيشه الوطن اليوم من حالة بناء، وفرح وقطف ثمار التوحيد على مساحة هذا الوطن بين شرقه وغربه وشماله وجنوبه، وحالة الأمن التي يعيشها الوطن محافظاً على أمن حدوده وسلامة أبنائه من خلال العطاء الذي يقدمه أبناء الملك عبدالعزيز رحمه الله وفي طليعتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وتفكيرهم الدائم في راحة المواطنين، لذا كان قرار خادم الحرمين الشريفين بمنح إجازة مدة يومين السبت والأحد للمواطنين كي يحتفلوا ويشعروا باليوم الوطني، وأهمية تكريسه لدى الصغير قبل الكبير، فتكبر الفرحة في عموم الوطن، وتستعيد أمجاد الذاكرة من خلال أعمال فنية ووطنية يشارك في تقديمها جميع المحبين لهذا الوطن. لقد أصبحنا اليوم ننعم بهذه الوحدة من خلال مسارات التنمية الشاملة في جميع المجالات البشرية، والصناعية والاقتصادية، من خلال تقليص مستوى الأمية ورفع مستوى الإنسان عن طريق العلم، فنجد المواطن السعودي الذي كان يعتمد في العقود الماضية على العقول المستوردة، أصبح منتجاً للعلم، وحاضراً في جميع المحافل الدولية ليس كمتفرج بل كعقل صانع ومعطاء في جميع المجالات. لقد خرجت المملكة من العوز إلى الاكتفاء الذاتي من خلال مواردها النفطية، وأصبحت اليوم تقدم المعونات التي تقدر بالمليارات إلى الخارج ووصلت المملكة في عام 2008م إلى عضوية العشرين دولة التي تقود الاقتصاد العالمي. لقد استطاع أبناء المؤسس أن يجعلوا المملكة في مقدمة الدول العربية والعالمية لصناعة القرار بحنكة دبلوماسية ملامسة للواقع الذي تلمسه خادم الحرمين الشريفين من خلال طرح مبادرات تدعو للحوار بين الأديان، وكذلك الحوار بين المذاهب الإسلامية داعيا للتعايش بمبدأ إنساني متسع الأفق، رافضاً من خلاله النظر من خلال العين الواحدة، بل داعياً للنظر إلى العالم بعين المحب والمتعايش مع الآخر، رافضاً الحروب والخلافات التي تمزق قلب الأمة العربية. وما كانت دعوته لذلك إلا حنكة المفكر السياسي، والقائد البارع في صناعة الأمة متخذاً طريق الإصلاح والتنمية الشاملة، داعياً الشباب للمشاركة في بناء الوطن.