استمعت للأستاذ محمد الأحيدب، وهو يروي قصة عضو مجلس الشورى الذي انهال بالشتائم على شاب سعودي متطوع في اللجنة المنظمة لمهرجان سوق عكاظ، وذلك قبل دقائق من انطلاقة حفل افتتاح السوق، وكيف فقد عضو الشورى اتزانه وعقله ومنطقه بسبب موقع الكرسي الذي يجلس عليه. وتمنيت لحظتها أن التقي هذا العضو لأوجه له أسئلة تدور في ذهني، وكل من سمع بالحادثة، وهي، ماهي إنجازاتك أيها العضو المبجل للوطن ومواطنيه حتى تطالبهم بأن يضعوك في مقدمة الصفوف؟ وبماذا خدمت هذا الشاب «المتطوع» وجيله حتى لا يضلوا اسمك وشخصك ومكانتك؟ أجزم بأنه لم يقدم ما يجعلنا نوجه ربع كلمة» عتب للجنة المنظمة، وكذلك للشاب، أو نجد له عذراً في تصرفه، وهو يصف شابا استأذن من أسرته، وعمله، وجاء متطوعا ليشارك في إنجاح مهرجان يعزز مكانة الوطن وسمعته بأنه «قليل التربية»!! يؤكد ذلك أن ذاكرة هذا الشاب لم تحتفظ له بمنجز أو عمل يعود عليه وعلى أقرانه بالنفع والفائدة، ويجعل صورته حاضرة في الأذهان، ولاسمه رنيناً في الأسماع . ولكنَ عزاءنا أن هناك رجالاً بنبل وشهامة الأحيدب، والدكتور سعد مارق، لايمكن أن تخدعهما الأسماء، والمشالح المزركشة، ويحفظان للوطن وشبابه المخلصين كرامتهم، وجهودهم فشكرا لهما، ولهذا الشاب المخلص الذي قدم لعضو في أحد أكبر مؤسسات الوطن درسا في الأخلاق، وحسن التربية، واحترام مقام الوطن ومناسباته.