أكّد الكاتب الصحافي محمد بن سليمان الإحيدب أن ما حدث في سوق عكاظ «من قيام أحد الضيوف من أعضاء مجلس الشورى بإهانة وشتم موظف من المنظمين لمجرد أنه أجلسه أو أجلس زميله في مكان اتضح أنه لضيف آخر جاء بعد ذلك»، أمر لا يحسب على الداعي، وهو سوق عكاظ، ولا يشوّه هذه المناسبة الثقافية الكبرى، «بل هو يُسيء إلى صاحبه والجهة التي رشحته للحضور أو سمحت له بتمثيلها، وبالمناسبة، فإن عضو الشورى هذا استدعى الشاب مرتين، مرة ليوبخه ويخبره أن صاحب الكرسي حضر، ويوجه إليه عبارة «أنت قليل أدب وغير متربي» مرتين، والثانية استدعاه ليسأله عن اسمه، ثم يهدده بالشكوى للدكتور سعد مارق أمين عام سوق عكاظ عبر رسالة جوال، ويعيد العبارة نفسها، وتلك العبارة المهينة قد تكون مبررة لو أن الشاب رد أو أساء الأدب، لكن الحقيقة أنه لم يتلفظ بغير عبارة «أنا آسف، والله حصل تغيير بعد المغرب، وظننت الأسماء تغيرت، وحقكم عليّ»، مُشيراً إلى أنه «لم يحدث أية مشكلة أو تذمر، لا من زميل هذا العضو، ولا من الضيف صاحب المكان، وهذا يقودنا إلى المطالبة بحماية الشباب العامل في التنظيم، وهو ما كتبته في موقعي «بتويتر» وفي مقال لاحق، فهؤلاء يتعاملون مع شخصيات، بعضها متغطرس ولا يعجبه العجب، وهذا بالمناسبة يعبر عن نفسه، ولا يمثّل كل أعضاء مجلس الشورى، لكنه يُسيء لهم بلا شك، الأمر الثاني أنه أرسل الشكوى أمامي إلى الدكتور سعد مارق بالجوال، فماذا يريد غير ذلك؟ وهل يشتكي وينفذ العقوبة في ذات الوقت؟! أمر غريب في قضية بسيطة وسلمية جداً». وبخصوص معاملة الأدباء العرب في المملكة، في مقابل ما يلقاه المثقف السعودي من عدم اهتمام في بلده، قال الإحيدب ل«الحياة»: «تعودنا منذ عقود أن المناسبات في المملكة عموماً يعامل فيها الضيوف من خارج المملكة بتدليل مبالغ فيه، مقارنة بما يحدث للضيوف السعوديين من الداخل، سواءً في السكن أم التنقلات أم الزيارات والدعوات للمناسبات المصاحبة. وأنا لست ضدّ أن نمارس الكرم المعروف عنا مع الضيف من الخارج، لكن لا يصل إلى حد مبالغ فيه، وإذا حدثت المبالغة فعلى الأقل يحصل الضيف من الداخل على جزء من هذه التسهيلات، خذ على سبيل المثال معارض الكتاب، تجد أن السعودي في الزيارات قد يجد حافلة وقد لا يجد، ويذهب بسيارة أجرة مع أنه قادم من خارج المدينة، بينما إعلاميو ومقدمو برامج أجانب تخصص لهم سيارات فارهة وسائق»، لافتاً إلى أن الأمر يختلف في مهرجان «سوق عكاظ»: «لم أجد وزملائي من الداخل إلا أحسن معاملة، وكنّا مع ضيوف الخارج سواسية في كل شيء، وهو أمر غير مستغرب من القائمين على السوق، أما إلى ماذا أعزو غياب التدليل في غير سوق عكاظ للضيف من الداخل، فهو إلى عقدة لدى البعض في التفريق بين مثقف وصحافي الداخل والخارج».