يفتتح مساء اليوم الملتقى الخامس للرواية العربية، الذي ينظمه نادي الباحة الأدبي، برعاية أمير منطقة الباحة صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود، تحت عنوان «الرواية العربية.. التاريخ والذاكرة». ويعقد حفل الافتتاح في قاعة الأمير فيصل في «تعليم الباحة»، بحضور وكيل إمارة المنطقة حامد الشمري، ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، ومدير عام الأندية الأدبية عبدالله الكناني، ورؤساء الأندية الأدبية، إضافة إلى عدد من النقاد والروائيين. وأوضح رئيس النادي، حسن الزهراني، أن عدد ملخصات البحوث بلغ 48 بحثا تتناول محاور الملتقى المنبثقة من عنوانه، وتشمل العلاقة الجدلية بين الرواية والتاريخ، والرواية والتاريخ الشفاهي، والتحولات التاريخية والاجتماعية في الرواية العربية، وأشكال توظيف التاريخ في الرواية العربية. وقال إن اللجنة العلمية اعتمدت 70% من تلك البحوث، لافتا إلى أن البحوث المعتمدة ستقدم خلال الملتقى، وستطبع بعد انتهائه، وستوزع على المكتبات والجامعات ومراكز البحث. ويتضمن حفل الافتتاح كلمة لرئيس النادي، وكلمة للمشاركين، وأخرى لوكيل إمارة المنطقة، وكلمة لوزارة الثقافة والإعلام يلقيها الحجيلان، كما سيتم خلال الحفل تكريم عدد من رموز الرواية السعودية والعربية، حيث سيتم تكريم الراحل عبدالله الخزمري، علي الشدوي، وأحمد الدويحي، باعتبارهم رموزا للرواية السعودية، وكذلك المصري يوسف زيدان، باعتباره رمزا للرواية العربية. ويشتمل الملتقى على عقد سبع جلسات، سيقدم في ست منها باحثون من المملكة العربية السعودية وخمس دول عربية (مصر، تونس، المغرب، الأردن، والجزائر) 26 ورقة بحثية، فيما سيقدم باحثان شهادات في الجلسة السابعة. وعبّرت مشاركات في الملتقى عن سعادتهم بالمشاركة فيه. وقالت الناقدة مريم الزهراني إن الملتقى ظاهرة نقدية صحية، موضحة أن تبني النادي طيلة السنوات الماضية للملتقى، تحد كبير يخوضه، في ظل الإمكانات المحدودة للمنطقة «فيما يتعلق بتنظيم مؤتمر أو ملتقى». ومن خلال الأسماء المشاركة والمدعوة، توقعت الزهراني أن يكون الملتقى حافلا بالأفكار والرؤى الجديدة. بدورها، أكدت الدكتورة أمل التميمي حرصها على المشاركة في ملتقيات الباحة، مشيرة إلى أن هذه المرة ليست الأولى التي تزور فيها المنطقة، إذ سبق أن قدمت ورقة في ملتقى الرواية الماضي. وأوضحت أن أهمية الملتقى تكمن في العنوان، الذي يحمل دلالات ضمنية لأهداف الملتقى، التي تنسجم مع الأدب والتاريخ والتصور الفكري دفعة واحدة، مشددة على الأهمية الرمزية للصورة في استقراء التاريخ واستحضاره، لافتة إلى أن الوعي المزدوج في استحضار التاريخ يختلف عن الرواية المكتوبة بشكلها التقليدي، كون استحضار الصورة الواقعية هي المعنية بتحويل الروايات إلى مواد إعلامية وبذلك تخدم كافة شرائح المجتمع، ومن شأنها تكوين فكر أمة. وتنظر ريم الفواز إلى الملتقى بشمولية، ببعديه الإقليمي والعربي، وتناوله نطاقا من نطاقات الرواية العربية، وهو التاريخ، الذي تعالق بالرواية المعاصرة، والذي سينتج عنه نص جديد يستطيع فهم الحاضر واستجلاء المستقبل. وأوضحت أن المرأة استطاعت اختراق الحكر الذكوري في الكتابة الروائية، وخلقت فضاءها الروائي الخاص بها، مشيرة إلى أنها تناولت بحثيا رواية «رصيف الطهارة» للروائية السعودية أميرة محارب التي تمكنت في نظرها أن تكتب نصا عميقا يصف الواقع متماهيا مع التاريخ كصور وأحداث، ما أسهم في إنتاج عدة دلالات تستفز أكثر من ناقد لتحدي مواجهتها نقديا وتمحيصها فنيا. وأشار رئيس النادي إلى أن الملتقى يشتمل على برنامج سياحي لضيوف الملتقى، عبر زيارة لمتنزه الأمير مشاري بن سعود، في غابة الزرائب، بمشاركة فرقة فنون شعبية وعدد من الشعراء الشعبيين الذين سيقدمون الفلكلور الشعبي للباحة، كما يتضمن برنامج النساء زيارة لأحد المتاحف الخاصة، متوقعا حضور نحو مائة مثقف من الروائيين والنقاد والإعلاميين والمهتمين بالرواية للملتقى. يذكر أن النادي تلقى دعما من رجال أعمال حيث تبرع سعد بن زومة بمبلغ سبعين ألف ريال للملتقى، فيما سيتكفل شنان الزهراني بطباعة كتاب الرواية في دورته الخامسة. د حسن النعمي د. سلطان القحطاني د عبداللطيف محفوظ يوسف زيدان