أثار استقدام سفارة الولاياتالمتحدة في صنعاء جنوداً من مشاة البحرية الأمريكية «المارينز» لحماية مقرها والعاملين به انتقادات واسعة في اليمن، واعتُبِرَت هذه الخطوة استفزازاً لمشاعر اليمنيين. وعلت أصوات في اليمن تنتقد وزارة الداخلية وتحمّلها مسؤولية الفشل في حماية السفارة الأمريكية وما تلاه من تبعات، وقال القيادي في المؤتمر الشعبي العام، خالد أبو عيدة، إن «الداخلية» تتحمل المسؤولية الكاملة عما حصل للسفارة الأمريكية كونها لم تؤدِ واجبها على النحو الأمثل. واعتبر أبوعيدة أن وزير الداخلية لم يمنع اقتحام السفارة لأن حزبه «الإصلاح»، الذراع السياسية لإخوان اليمن، هو من حرض على الاقتحام ونظم التظاهرة دون تنسيق مع السلطات الأمنية التي لم تفعل شيئاً لمنع اقتحام السفارة. ووصف القيادي في المؤتمر ما حدث أمام سفارة الولاياتالمتحدة في صنعاء ب «فضيحة أمنية متكاملة» بعدما أسفرت الاحتجاجات عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 35 وحرق ستين سيارة أمريكية. واستقدمت السفارة الأمريكية في صنعاء أكثر من خمسين من قوات «المارينز» إضافة إلى أعداد أخرى موجودة فيها لحمايتها. وقالت مصادر يمنية تعمل في مطار صنعاء الدولي ل «الشرق» إن أكثر من خمسين فرداً من قوات المارينز الأمريكية وصلوا فجر أمس الأول إلى مطار صنعاء العسكري مدجَّجين بأسلحتهم قادمين على متن طائرة عسكرية من قاعدة أمريكية في قطر. وأكد البنتاجون ذلك حيث أعلن أن الولاياتالمتحدة أرسلت فريقا من مشاة البحرية لحماية السفارة الأمريكية في اليمن، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جورج ليتل، إن انتشار نحو خمسين جنديا من المارينز في اليمن «تدبير احترازي». في السياق ذاته، أفادت مصادر رفيعة ل»الشرق» أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما طلب من نظيره اليمني عبد ربه منصور هادي العمل بكل الطرق الممكنة لحماية السفارة الأمريكية من الاقتحام مجددا، وذلك في اتصال هاتفي بينهما. وكانت الأحزاب اليمنية أجمعت على إدانة عملية اقتحام السفارة الأمريكية، لكنها تبادلت الاتهامات حول المسؤول عن الهجوم ففي الوقت الذي اتهم فيه المؤتمر الشعبي حزب الإصلاح، ألقى الأخير بالمسؤولية على بقايا النظام السابق والحوثيين.