حينما أشاهد الدعم الإيراني اللامحدود للنظام السوري والمعارضة الشيعية في البحرين والدفاع عنهم في المحافل الدولية، وفي الجانب الآخر هناك تجاهل عربي لقضية الأحواز أشعر باليأس والإحباط ،فمواقف الأمة العربية من قضية عرب الأحواز في غاية السلبية، ومن يتابع المواقف المخزية للعرب تجاه سلسلة الإعدامات الأخيرة بحق عدد من الشباب الأحوازي يشعر بأن آذان العرب قد أصيبت بالصمم ولم تعد تسمع استغاثة الشعب المضطهد الذي يعاني الأمرين منذ قيام الدولة الفارسية باحتلال دولتهم وسرقة خيرات أراضيهم الغنية بالمياه والبترول. فالأحوازيون لم يتعرضوا للاحتلال فقط بل أيضاً لمحاولة سلخهم من هويتهم العربية من خلال منع تدريس اللغة العربية ،وتهجيرهم من مناطقهم إلى مناطق أخرى وجلب الفرس إلى قطرهم المحتل لتغيير التركيبة السكانية، بالإضافة إلى حرمانهم من أبسط حقوقهم في العمل والخدمات مما ساهم في انتشار الفقر والبطالة بين أوساط الشعب الأحوازي. رغم الاعتقالات العشوائية والإعدامات التي ترتكبها حكومة طهران بحق هذا الشعب الأعزل والمستمرة منذ 87 عاما إلا أنها عاجزة عن إخماد صوت الشعب الأحوازي الرافض للاحتلال والطامح للاستقلال، وتلفيق التهم الجاهزة للمعتقلين كتهمة «محاربة الله ورسوله والإفساد في الأرض» وإعدامهم بعد محاكمات صورية لن تضعفهم بل ستزيدهم إصرارا على استمرار المقاومة وطرد المحتل من بلادهم . هذه الأيام تم تأكيد حكم الإعدام بحق خمسة من الناشطين الأحوازيين .والمحكومون هم «هادي راشدي»و «هاشم شعباني» و«محمد العموري» و«مختار البوشوكة و«جابر البوشوكة» وجريمتهم الوحيدة التي يقادون بسببها للمشانق هي الدفاع عن حقوق شعبهم فمقاومة المحتل والحفاظ على الهوية العربية تعتبره إيران «إرهابا» ووتهديدا للأمن القومي»، هذه الأحكام القاسية تدل على ازدواجية المعايير لدى الحكومة الإيرانية، فمنذ متى كان تدريس اللغة العربية والقيام بأنشطة ثقافية إرهابا؟! إلا يحق للأحوازيين الدفاع عن حقوقهم في بلدهم الذي يدعم المعارضين في البحرين بالمال والسلاح؟!. سلسلة الإعدامات التي تقوم بها حكومة طهران بحق المواطنين الأحوازيين العزل، وتعليق جثث القتلى بطريقة همجية أمام ذويهم وأقاربهم تثبت للعالم أجمع أن قوات الاحتلال الفارسية عازمة على القضاء على الشعب الأحوازي وإبادته، فمتى يستيقظ ضمير العالم ويهب لنصرة هذا الشعب المتعطش للحرية؟